بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الجمعة، 23 نوفمبر 2012

أتهام بقلم: أبوالفوزالأحوازي

سلطة الأحتلال أعتقلت القلم للمحاكمة ، حضر مكبل ، تركوه على الطاولة لفترة من
الزمن وحوله قطيع من الحرس وفي تلك اللحظة كان الخوف سيد الموقف ، القاضي يعلن بدأ الجلسة السرية بدون تواجد محامي للدفاع .... يعطي المجال للمدعي العام . المدعي ينهض من الكرسي بغضب عارم ويرتعش يفتح  الملف يوجه اتهاماته مباشرة للمتهم :

الشكل مشمئز
مغرض و منَدس
يحمل حبرأجنبي
يتحدث بصمت مريب
يقوم بتلويث الورق الأبيض , الجدران و حتى الشوارع
يكتب القصص والأشعار و الأناشيد
يحرك الجماهير ضد ولي النعمة
محرك للعصيان
ينطق بلغة ممنوع تداوله
يفتش عن وثائق تاريخية
يرسم خريطة جغرافية منسية
يرتبط بجهات مناهضة
همزة وصل بين المناوئين
 يدور شبكات ارهابية
ينقل الأخبار السرية
متواري عن الأنظار
يتخبأ في الجيوب
يظهر عند الحاجة الملحة
يسترق الصمت و من ثم ينقله
ينقل ما في الصدور
لم يهتدي بما نريد
يتماشى بموازات فوهة بندقية
مستمر بعمله حتى يشاء الله
نهض القلم حينما كان المدعي منهمك بقراءة الأتهام ........ قاطعه كانت عيناه تلمس الخوف بوجه الحضور
خاطب القاضي و بكل وقار
سيادة القاضي امام هذه المنصة لم أتهرّب وبكل ثقة أعترف بكل ما ورد على لسان المدعي العام في محكمتكم الجائرة و أني الوحيد في هذا الكون الذي أبصم على ما ورد من اتهامات ، أعلم أن أعترافي مدهشا لك    . لا تنهمك بما يجري حولك اليوم أو غداً ، الامور تمشي عكس ماتشتهون يا سيادة القاضي !!!
 أعرف عن نفسي هنا
 على المحكمة أن تعلم  باني ولدت قبل تدوين قانون الأرض . نقطة جوهرية لم يتفوه بها مدعي العام ، و هي الهوية ، العنوان ، المهنة أو حتى الأنتماء ..... أنني صديق حميم لليل و النهار, ملازم للاحداث , أتواجد في غرف التعذيب و الانتهاكات لحقوق الأنسان , عند المشانق , الرافعات .......... أشاهد انحراف الأنهر وعطش النخيل ، البيادر ، موت السنابل و مجاعة الأطفال ، شاهدت غصب السكر تأكل قوت الفلاح . شاهدت القصور تبنا على أضلع أكواخ شعب منهك ........... أقسم رب العرش بالنون و أسمي لازمت كل الحضارات ، وقفت بوجه جبابرة التاريخ ، قضيت على غيوم سوداء ، لم أكن ذلك القلم الذي تحملو ، أنا الذي علمت أجيال و أجيال ، عملت بكل شموخ ، أنتصرت على السيف و المدفع وسأستمر بهذا المنوال ،  حكمّوا ضمائركم لنتساوى بالميزان لا تكونوا كاسلافكم تلاحقهم لعنتي.  بكل جبروتكم لم و لن تنالوا ما تصبون اليه . الان أتيحت لكم الفرصة ان تحاكمونني و غداً سانالكم . ايها الغزاة  ، ايها المجرمين سوف تموتون و أبقى الاحق كل المنحرفين من بعدكم ليوم يبعثون . أصرخ فيكم ، أصرخ بأني أبقى ملازم المظلومين , متمسك بجناح الحرية . لم ولن انحني لارادتكم مهما طغيتم ............... تندثرون و يبقى القلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق