بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الجمعة، 23 نوفمبر 2012

الارجوحة بقلم : اثار يعقوب

ارجع بذكرياتي الي السنين الماضية, احداهن جديرة بالاحتفاظ, انها موجودة, جزء من
تاريخي, تصنعني "كنت واقفة جنب العمود الحديدي الاصفر و اشاهد كيف الفرس يعتنقون اطفالهم خشية من تقربي لهم, الطفلة العربية, انا, احواز.اطفالهم يركبون الارجوحات و يضحكون فرحين و يركضون مابين العاب الحديقة, متجنبين البقعة الواقفة عليها ونظراتي. ارفع يدي كي اتكئ علي العمود, تلقائيا يتحرك معي الجميع, بعضهم يرتعشون و بعضهم يرجعون قدما الي الورا, خائفين من ما هو مكنون في من غضب, متاهبين للهروب. يعلمون ان هناك خطب ما, فيهم. ماذا يفعلون هنا؟ و لماذا يعاملونني هكذا؟ اليس عجيب ان يشعروا بكل هذا الارتياح علي ارضي و في بيتي و انا الغريبة الوحيدة بينهم؟ اشعر بالقشعريرة و الاشمئزاز منهم, شعور يخالجني في كل مرة أري احدهم...و يمتد الشعور السيئ من الصباح الي المساء, لانهم اللاعبون علي الارجوحات دوما, و انا المشاهدة, و ارجوحتي تحتضن الغرباء كرها و اشمئزازا, واراها تبكي تحت المطر و هي تنظر الي و تعلم بحسرتي لركوب الارجوحات في بلادي.اوجه نظري الي ما هو تحت اقدامي. تراب ارضنا الطاهر. انحني و اخذ بحفنة منه. يتساقط من بين اصابعي, كالماء يجري,  متوجها نحو احضان ارضي بوفاء.  ارفع يدي و اقذف ماتبقي فيها من تراب علي الفرس و اطفالهم و اصرخ في وجوههم بكل قوة و اتابع قذفهم بالتراب و الحجار و انهم يهربون, هم و بذورهم الشيطانية, هم و اطفالهم, يركضون لينجوا بحياتهم من غضبي. انا سابداء الثورة, من هنا, و تراب ارضي, سلاحي الوحيد . املي الحرية و طريقي معلوم و ساثور و سأثر لقومي, لنسائي, لاطفالي و لشهدائي...
 انا بنت العروبة
علي الثورات
 لست بغريبة...لست بغريبة..."
و الان, يسبح وجهي بالنسمات الباردة, حين تنزل الارجوحة الي الاسفل و تسرع صعودا الي الاعلي, الي الامام. و ترجع من جديد الي الوراْ نزولا و من ثم صعودا, وترجع النسمات من خلفي, يتلاعبن بشعري بعفوية و شعري يغطي بوجهي, يمازحني, يدغدغني علي وجنتي المحمرة. ارجع بذكرياتي الي السنين الماضية, و احداهن جديرة بالاحتفاظ, انها موجودة, جزء من تاريخي, تصنعني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق