بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

سطور من تاريخ الأحـواز السياسي( 1-2) بقلم: حسن راضي

سطور من تاريخ الأحـواز السياسي( 1-2) بقلم: حسن راضيالأحواز بلد عربى سليب يمتد تاريخه إلى أكثر من ستة ألاف عام وحضن طول تاريخه العريق حضارات وشهد قيام دول مختلفة عبر القرون الماضية مثل حضارة عيلام "تأسست 4000 ق-م" وبعدها تأسست حضارة ميسان العربية فى الأحواز والقسم الجنوبى من العراق. وتعرض الأحواز عبر تاريخه العريق إلى غزو وصراع إقليمى ودولى نظرا لما يتمتع به من موقع استراتيجى هام.
فهو يطل على مضيق هرمز الاستراتيجى و يمتد بطول الضفة الشرقية من الخليج العربي, كما يشكل الحدود الطبيعية بين العرب و الفرس من خلال الجبال زاغروس الشاهقة. إضافة على الثروات الهائلة من النفط و الغاز و كثرة الأنهر وتربته الصالحة للزراعة فى أربعة فصول السنة. وتعرضت الأحواز إلى أول غزو فارسى فى عهد الاخمينيين عام 539 ق. م الذين عاثوا خرابا ودمارا فى مملكة عيلام السامية وخضعت الأحواز للسيطرة الفارسية فى تلك الفترة وحاول الاخمينيين والسلوقيين والبارثيين وبعدهم الساسانيين إخضاع الإقليم بشكل كامل لسلطانهم وفرض ديانتهم الزاردشتية عليه لكن لم يتمكنوا من ذلك بسبب الثورات المستمرة لشعب الأحوازى ضد الهيمنة الفارسية. وبقى الأحواز فى مد و جزر شأنه شأن الأقاليم السامية الأخرى فى منطقة بين النهرين والجزيرة العربية حتى ظهور الإسلام وتحرر الأحواز فى معركة القادسية "عام 637 م" بقيادة سعد بن أبى وقاص. وحكمها أول قائد عربى بعد تحريرها فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب "رضى الله عنه" وهو أبو موسى الأشعرى عام "17 هـ 638 م". أصبحت الأحواز جزءا من وحدة سياسية، دينية وجغرافية فى الدولة الإسلامية تحت حكم الخلافة حتى انهيار الدولية العباسية على يد المغول عام "613 هـ - 1258م".
بعد سقوط الدولة العباسية تأسست عدة إمارات عربية فى الإقليم، أبرزها إمارة المشعشعيين التى استمر حكمها زهاء خمسمائة عام منذ "844 هـ -1436م" حتى عام "1142هـ 1729م". واستطاعت دولة المشعشعيين التى اتخذت من الحويزة عاصمة لها بسط نفوذها السياسى والعسكرى على كل الأحواز وتمكنت من إخضاع أجزاء كبيرة من الأراضى الإيرانية وقسم من جنوب العراق والكويت تحت سيطرتها حتى وصل نفوذها إلى منطقة الإحساء فى السعودية والبحرين وفرضت نظام ضرائب على تلك المناطق. وتمكنت من إبعاد نفوذ الفرس والعثمانيين فى أراضيها وكانت تتمتع بحكم مستقل تماما.
 بعد انكماش دولة المشعشعيين فى القرن السابع عشر ظهرت على المسرح السياسى قبيلة بنى كعب فى الدورق "الفلاحية" واخضعوا الأحواز إلى حكمهم واتخذوا من الدورق عاصمة لهم بعد تحريرها من الفرس فاستبدلوا اسم الدورق إلى الفلاحية تيمنا بالنصر والفلاح على الفرس. من ابرز قادة وأمراء بنى كعب الشيخ سلمان الكبير الذى عرف بذكائه السياسى حيث تكمن من خلق توازن فى العلاقات مع قوى الكبرى الطامعة فى الإقليم والحفاظ على استقلالية الأحواز حيث شكل اكبر قوى عسكرية فى المنطقة. وفى القرن الثامن عشر وبسبب الاختلافات الداخلية فى الحكم بدأت قوة أخرى تظهر على المسرح فى مدينة المحمرة مستغلة الصراع السياسى بين البريطانيين والعثمانيين والبرتغاليين على المنطقة وتمكنت من بناء تحالفات دولية وإخضاع الإقليم إلى حكمهم. وفى هذه الفترة اشتد الصراع السياسى بين البريطانيين والعثمانيين والروس والفرس للسيطرة على الأحواز لكن الشعب الأحوازى كان دائما يرفض التدخلات الأجنبية ويقاوم أى هجوم عسكرى أو سياسى ببسالة للدفاع عن سيادته واستقلاله. فأبرمت اتفاقيتين بين الفرس "الدولة القاجارية" والعثمانيين المسميتين بـ ارض روم الأولى عام "1821" وارض روم الثانية فى تاريخ 31-05-1848 التى تم بموجبها ضم المحمرة عاصمة الأحواز آنذاك وضواحيها إلى سلطة دولة القاجارية الفارسية. خضع الاحواز اسميا و بموجب اتفاقية ارض روم الثانية وبمعزل عن ارادته الى الدولة الفارسية لكن على ارض الواقع لم تتمكن الدولة الفارسية من السيطرة على الأحواز بسبب رفض الشعب الأحوازى للهمينة الأجنبية مما اضطر ناصر الدين شاه القاجارى بإصدار قرار ملكى يعترف به باستقلال الأحواز تحت حكم الشيخ جابر بن مردوا الكعبي. استلم شيخ خزعل بن جابر الكعبى الحكم فى الأحواز بعد الوفاة الغامضة لأخيه مزعل. وتميزت فترة حكم شيخ خزعل فى المحمرة بمتغيرات إقليمية ودولية هامة وكبرى واستطاع شيخ خزعل الكعبى حماية إمارته من النفوذ العثمانى والفارسى وبناء علاقات متوازنة على أساس المصالح المشتركة مع البريطانيين والروس والعثمانيين والفرس. ويعتبر شيخ خزعل من أهم حلفاء البريطانيين فى منطقة الخليج العربي.
 أطماع إيران التوسعية واحتلال الأحواز
بعد تفجر النفط الأسود فى الأحواز عام 1908 وانتصار الثورة البلشفية فى روسيا عام 1917 وانتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918 وانتصار بريطانيا وحلفائها فى الحرب على حساب الدولة العثمانية وسقوط الدولة القاجارية بانقلاب عسكرى عام 1921على يد رضا مير بنج وقيام الدولة البهلوية، برزت أطماع رضا مير بنج البهلوى التوسعية فى الأحواز. وأسهمت الاختلافات الداخلية فى الأحواز فى تعزيز هذه الأطماع وساعدت على احتلال الأحواز عسكريا عام 1925. بعد تلك المتغيرات الإقليمية والعالمية الكبرى تغيرت المصالح والتحالفات. فبعد ما كان شيخ خزعل الكعبى أهم حلفاء بريطانيا فى حربها العالمية الأولى تخلت عنه وقدمت الأحواز على طبق من ذهب لحليفها الجديد رضا بهلوى خوفا من الزحف الروسى إلى مياه الخليج العربى وثرواته، لتبنى سدا منيعا بتأسيس دولة إيران الحديثة القوية بثروات الأحواز والمطلة على الخليج العربى ومضيق هرمز. كان أهم هدف بريطانيا من التحالف مع رضا البهلوى هو احتواء النفوذ الروسى من جهة وكسب إيران كحليف استراتيجى خوفا من سقوطه فى أحضان الروس بعد الثورة البلشفية حيث تنازل الروس لإيران عن أهم بنود الاتفاقيتين من معاهدة "كلستان" و"تركمانجاي" لذلك الغرض.
فى العشرين من نيسان عام 1925 احتلت الأحواز عسكرياً بعد معارك ضارية بين الجيوش الفارسية الغازية من جهة والأحوازية المدافعة عن وطنها من جهة أخرى، ولم تتمكن الجيوش الفارسية من الدخول فى الأحواز. وحينها دخلت بريطانيا بزعم انها "حليفة" و"صديقة" للطرفين من اجل الصلح وتسوية الاختلافات بينهما. ونزل رضا البهلوى ضيفا على الشيخ خزعل ولفترة ستة أيام فى الأحواز ودار العتاب بينهما، لكن كانت تحاك المؤامرة خلف الستار بين بريطانيا ورضا بهلوى ضد الشيخ خزعل لاختطافه. أبرمت الخطة وتقرر ان الشيخ خزعل يستضيف رضا البهلوى فى يخته فى شط العرب و ليقيما حفلا صغيرا لمناسبة انتهاء الحرب. وبما ان تلك الليلة كانت تصادف ليالى القدر من شهر رمضان، فتقرر ان يكون الحفل بعيد عن الأنظار. فتم خطف الشيخ خزعل الكعبى من يخته فى شط العرب فى تلك الليلة حيث لم يكن بمعيته إلا حارس واحد وابنه الكبير، بعد محاصرة اليخت بزوارق عسكرية إيرانية كثيرة أعدت مسبقا لتنفيذ الخطة. فوقع الشيخ خزعل أسيرا ونقل إلى طهران ليلا. وزحفت الجيوش الإيرانية فى اليوم الثانى لاحتلال الأحواز فدخلت المدن الأحوازية وحداة تلو الأخرى وسط مقاومة أحوازية شرسة، لكن لم تكن على المستوى المطلوب والقائد العام الشيخ خزعل وابنه فى الأسر. بقى الشيخ خزعل آخر أمراء الأحواز أسيرا فى طهران حتى عام 1936 حيث تم قتله خنقا وهو فى زنزانته فى طهران للتخلص منه.
 الإجراءات الإيرانية بعد احتلال الأحواز
1- سياسة التفريس: نفذت السلطات الإيرانية ومازلت سياسة تفريس الأحواز بعد الاحتلال مباشرة وأصدر المجلس الإيرانى قرارا آنذاك وأمر رضا البهلوى بإسراع تنفيذ القرار وأهم الإجراءات فى سياسية التفريس تزوير التاريخ الأحوازي. تغير أسماء المدن والقرى الأحوازية من العربية إلى الفارسية ومنع الشعب العربى الأحوازى من التعلم باللغة العربية وإجباره على التعلم باللغة الفارسية ومنع ارتداء الملابس العربية فى الدوائر والمناسبات الرسمية والحكومية ومنع العرب تسمية اطفالهم باسماء عربية.
وحسب الإحصائية الرسمية الإيرانية الصادرة 2005 أن أكثر من 75% من الأطفال العرب فى الأحواز يضطرون الى ترك المدارس بسبب إجبارهم على التعلم باللغة الفارسية بدل العربية فى المرحلة الابتدائية ويتركوا التعلم فى الثانوية ما يقارب 50% وفى مرحلة المتوسطة 30% لنفس السبب. ومن المدن العربية التى تم تغير اسمها إلى الفارسية كالتالي: الأحواز إلى خوزستان، المحمرة إلى خرمشهر، الفلاحية إلى شادغان، الصالحية الى انديمشك، تستر إلى شوشتر، سوس إلى شوش، الخفاجية الى سوسنغرد، الحويزة إلى هويزة. وهناك العديد من المدن والقرى التى شملها سياسية التفريس حيث لا يوجد فى الأحواز اسم شارع أو حى يحمل اسما عربيا.
 2- سياسة مصادرة المياه: صادرت وتصادر الحكومية الإيرانية مياه انهر الأحواز مثل مياه نهرى كارون والكرخة إلى مزارع الفستق فى مدينة رفسنجان وسط إيران التى يمتلكها هاشمى رفسنجانى رئيس الجمهورية الإيرانية الأسبق ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام حاليا وإلى محافظات يزيد وإصفهان وشيراز و بيع قسم كبير من مياه الأنهر إلى دول الخليج مثل الكويت و قطر. وما تبقى من مياه نهرى الكرخة وكارون يستخدم إلى مشاريع سياسية استيطانية ظاهرها اقتصادية مثل مشروع قصب السكر الذى يسحب سنويا أكثر من مليارين ونصف المليار متر مكعب من مياه نهر كارون ويعود بفضلاته الملوثة إلى النهر نفسه وهذه المياه الملوثة العائدة من فضلات مشروع قصب السكر تستخدمها الناس للشرب وحاجاتهم الأخرى.
3- سياسة الاعتقالات الإعدامات: مع تصاعد المقاومة الأحوازية والتصدى لسياسات إيران تتصاعد هجمة الاعتقالات والإعدامات فى الأحواز. ولا يمر أسبوعا إلا واعتقلت السلطات الإيرانية أو نفذت حكم إعدام بحق الشباب الأحوازى بهدف إخماد المد الثورى لدى أبنائه. وخلال العام الأول من الانتفاضة النيسانية لـ2005 وصل عدد المعتقلين وحسب احصاءيات إيران الرسمية إلى أكثر من 22 ألف معتقل أحوازى فى السجون الإيرانية. وأعدمت العشرات منهم ومات عدد كبير تحت التعذيب بأشكال مختلفة.
4- سياسة التفقير والبطالة: إحدى أهم مأساة أبناء شعبنا الأحوازى ورغم وجود الثروات الهائلة فى الأحواز من بترول " تصدر إيران يوميا أكثر من 4 ملايين برميل" وغاز ومياه وأراض صالحة للزراعة لكن السياسة الإيرانية تتجه نحو حرمان أبناء شعبنا من كل الإمكانيات وفرص العمل، الآلاف العمال يجلبهم النظام الإيرانى من مدن الفارسية ويستخدمهم فى الشركات النفط والمشاريع الاستيطانية. وحسب الإحصائية الرسمية لعام 1999 حجم البطالة فى الأحواز قدرت بأكثر من 46% ! .البطالة تصل فى المحمرة فى سبيل المثال وليس حصرياً 50% . مدينة دزفول فى نفس الإقليم العربى والذى يقطنها الاكثرية من غير العرب حجم البطالة فيها 7% فقط! هذا يبين بوضوح العنصرية الفارسية العمياء والحقد الدفين وتعاملهم المزدوج مع العرب وغير العرب.
5- سياسة الإدمان على المخدرات: تستخدم السلطات الإيرانية المواد المخدره كاحد المخططات الهادفة لتذليل هذا الشعب والنيل من مقاومته. توزع الجهات الخاصة المرتبطة بالاستخبارات يوميا مئات الكيلوغرامات لتخدير الشعب وخاصة الجيل الشاب من اجل إلّا يكون عنصرا ناشطاً ومطالبا لحقوقه العادلة. وحسب الإحصائيات الرسمية من مركز مكافحة الإدمان فى الأحواز أن إدمان الشباب على المخدرات كان سببا فى ارتفاع معدل الجريمة حيث القتل والسرقة أصبحتا فى الأحواز وبسبب كثرة المعتادين هى الأعلى فى إيران. كما وارتفعت نسبة الوفيات الناتجة عن الإدمان عند الشباب حسب إحصائية ما يسمى بـ مركز مكافحة الإدمان" إلى 44% خلال 6 اشهر مقارنة مع الستة اشهر السابقة من عام 2003 حيث تجاوز عدد الوفيات فى الستة اشهر الثانية من العام نفسه الى حدود 1834 حالة وفات ناتجة عن الإدمان على المخدرات.
6- مصادرة الأراضى و بناء المستوطنات: تكريسا للاحتلال قامت سلطات الايرانية بسلب الاراضى العربية من اصحابها و تهجير العرب و استبدالهم بمستوطنين
 فرس جلبتهم من الاعماق الايرانية بهدف تغير ديمغرافية المنطقة العربية لصالح العنصر الفارسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق