بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الأحد، 24 أغسطس 2014

إيران تنشر الفوضى بقلم: خالد ممدوح العزي

خريطة الوطن العربي مهددة بالنار واللهيب، فالمنطقة كلها تستعر بنيران الحرب
المذهبية. لدينا لبنان، مثلاً، الذي يعيش تحت وطأة التهديد الإرهابي، وحزب الله يمسك بمفاصل الحياة فيه، والبلد مشلول ومنقسم، والحزب يعطل ويمنع أي حل، أو تسويةٍ، قد تنقذ لبنان من المجهول، فأي حل لا يكون لصالحه غير مقبول.
والحزب لا يهمه لبنان، بل همه الأساسي في سورية، وقبل حسم الوضع فيها لن يفكر بأي تسوية في لبنان، لكنه يحافظ على التهدئة التي خرجت من بين يديه الآن، وأضحت بيد الذي يهدده، ويجره إلى حربٍ مفتوحةٍ، لا يريدها.
أما سورية، فهي تعبر بصراحةٍ عن فشل دولي في إيجاد حل لمأساة شعبها، أو حتى حمايته. فلغة الحرب والبطش هي التي تسيطر على مفاصل الحياة اليومية، وتُفشل كل الحلول، والمجتمع الدولي يفشل، المرة تلو المرة، في إيجاد مخرج من هذه الحالة، فالأزمة بدأت شظاياها تتناثر في دول الجوار كافة.
يعتبر بشار الأسد نفسه فوق كل الحلول، ويخوض معركته الفاشلة والمدمرة للحفاظ على العرش الذي هزته ثورة ربيع سورية، ما جعله ينقض عليها، ولا يوفر جهداً في تشويه صورتها، وتصويرها للعالم بأنها ثورة إرهاب وتكفير.
وفي العراق الذي انفجر بعد عشرة أعوام من تركيبة بول بريمر، والتي تعتبر فشلاً إيرانياً وأميركياً للمشروع المذهبي الذي تم إلباسه للعراق، يعطى داعش حجماً سياسياً وعسكرياً كبيراً، وتوفر له تسهيلات التمدد والبطش، ولم يوفر المالكي جهداً في تدمير البلاد، ومحاولة خنق ثورتها، بمساعدة حلفائه وإرضاءً لهم.
والكذب والتضليل أساسيان في جوهر هذه المشاريع، فالمشروع الإيراني الذي ينادي بتحرير فلسطين، لم يقاتل يوماً لأجلها، وطوال الوقت، تستخدم إيران اسم فلسطين، لتشريع نشرها الفوضى. ويقوم الدور الإيراني على تسعير نار الطائفية والمذهبية، ولكن، عندما فشلت بإقناع الأميركيين بما تريد، أعلنت النفير المذهبي لحماية الأماكن المقدسة الشيعية، فطهران التي تعلن أن الإرهابيين هم السنة، وعلى الغرب دعمها في محاربتهم، لا تقصد بذلك إلا دعوة الغرب للتنسيق معها.
أما أميركا فتحاول إغراق إيران في وحل العراق، في تدخل عسكري مباشر، ليتم استنزافها في العراق، بعد أن استنزفت في سورية. فالمواجهة التي تحاول أميركا أن تفرضها، هي مواجهة بين السنة والشيعة، وبين الجميع والجميع في المنطقة، لكي لا يبقى أي طرف يشكل أي تحدٍ لها.

نقلا عن ((العربي اللندنية))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق