بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الاثنين، 4 أغسطس 2014

ما الذي نعرفه عن ايران بقلم: فاروق يوسف

جماعات وأحزاب مسلحة وحكومات أدارت ظهرها إلى العالم العربي وصارت تسبح
بحمد الولي الفقيه.
لو كان حزب الله كيانا سياسيا لبنانيا خالصا ولو أن زعيمه حسن نصرالله لم يعلن على رؤوس الاشهاد أنه جزء من نظام ولاية الفقيه واكتفى برفع شعار المقاومة لما حظي بالدعم الايراني غير المحدود الذي يحظى به.
لو كان نوري المالكي سياسيا عراقيا مخلصا لبلده وذا نزعة وطنية تدفع به إلى الحفاظ على وحدة التراب العراقي وسيادة العراق دولة مستقلة تساوي بين مواطنيها بغض النظر عن معتقداتهم الدينية وافكارهم المذهبية لما دعمته ايران.
لو كانت حماس تمتلك شيئا من المقومات التي تجعلها حركة تحرر وطني فلسطيني، تسعى إلى انهاء الاحتلال والحفاظ على الدم الفلسطيني المستباح وتمتلك مشروعا وطنيا يؤسس لردم الهوة بين الفلسطينيين لما تبنتها ايران.
لو كان الحوثيون دعاة لبناء دولة مدنية في اليمن، ينهي قيامها تاريخا من التناحر القبلي والجهوي وتكون بمثابة حاضنة لليمنيين الحالمين في الخروج من عبودية العصور المظلمة إلى حرية العصر الحديث لما سلحتهم ايران.
ايران تفعل ما تراه مناسبا لها لا ما يمكن أن يعين العرب على نفض غبار مشكلاتهم والسير تحت الشمس امة كريمة، قادرة عل توظيف ثرواتها الاستثنائية في خدمة رقي الإنسان العربي وتطور اساليب حياته.
ما يناسب ايران فعلا أن يظل العرب في وضع لا يقوون من خلاله على بناء دول تكون قادرة على مواجهة أطماعها التي تتخطى البحرين والعراق إلى مساحات شاسعة من الارض العربية، لم تكن الجزر العربية المحتلة الثلاث إلا مقدمة لها.
وإذا ما كانت ايران قد احتلت تلك الجزر التي هي جزء من دولة الامارات العربية المتحدة فإن احتلالها لبنان وسوريا والعراق وجزء من فلسطين التاريخية صار بمثابة واقع حال من خلال وكلائها المحليين.
ما لا نعرفه عن ايران يمكن أن نراه مجسدا في غير بلد عربي، كان قد فقد سيادته بسبب ثقل الوجود والتأثير الايرانيين في حياته السياسية.
اللبنانيون عاجزون عن اختيار رئيس لبلادهم، بسب تأخر القرار الايراني.
الحرب في سوريا التي تبدو من غير نهاية كان من الممكن أن لا تقع لولا التدخل الايراني. أما في العراق الذي لم يعد يسيطر على ثلث مساحته بسبب غزوة داعش فان السياسيين ينتظرون رأي سليماني وشمخاني قبل أن يقترحوا اسما بديلا للمالكي.
يقول سليماني وهو قائد ما يسمى بفيلق القدس الذي لم يقتل بنيرانه صهيونيا واحدا في حين فتكت نيرانه بمئات الالوف من العراقيين والسوريين "ما من بلد أو قوة باستثناء ايران قادرة على قيادة العالم الاسلامي اليوم، نظرا لدعم ايران للحركات الثورية والاسلامية والمقاتلين".
فيلق القدس الذي يقاتل اليوم الثوار المنتفضين في المحافظات العراقية هو نظير حزب الله اللبناني الذي هو صنيعة ايرانية والذي يقاتل اليوم في سوريا كما لو أن ذلك القتال كان جزءا من حق المقاومة في الجنوب اللبناني ضد المحتل الاسرائيلي.
فيلق القدس يقاتل في العراق على خارطة وهمية اخترعها الامام الخميني حين رأى أن تحرير القدس يبدأ من كربلاء، التي هي مدينة عراقية. وكما يبدو فان تحرير مزارع شبعا سيدفع ثمنه أهالي حمص وسواها من المدن السورية.
دهاء ايراني لم يكن العرب مستعدين للتصدي له، وهم يهدرون ثرواتهم في المكائد التي لم تستثن أحدا منهم.
لقد تمكنت ايران من اختراق الجسد العربي. سقطت دول بسبب ذلك الاختراق فهل علينا انتظار سقوط دول أخرى؟
ما لا نعرفه عن ايران صار واضحا اليوم من خلال جماعات وأحزاب مسلحة وحكومات أدارت ظهرها إلى العالم العربي وصارت تسبح بحمد الولي الفقيه.
فاروق يوسف
نقلا عن ((ميدل ايست أونلاين))


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق