بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

العرب المنسيون في الأحواز بقلم:عذبي زيد العصيمي

يتطلب فهم قضية إمارة عربستان ضرورة التوصل إلى حقيقتها ، هذه القضية التي تعود
إلى الوجود الفعلي الإيراني في هذه الإمارة العربية ، الذي ترتب نتيجة للحرب التي شنتها إيران سنة ( 1925 ) ضد الدولة الكعبية التي كانت تحكم إمارة عربستان ، وذلك بفعل العوامل الجيوسياسية التي شكلت أحد أهم الأسباب لاندفاع القوى الأجنبية تجاه عربستان ، وصلت في كثير من الأحيان إلى حد النزاعات المسلحة التي خاضتها تلك القوى الطامعة في الاستيلاء على الإمارة ، فيما شارك شعب عربستان في تلك النزاعات دفاعاً عن وطنه وحفاظاً على استقلاله واستقراره .
إن إمارة عربستان أو ما يسمى إقليم الأحواز كما يحلو لأهل الإمارة أن يطلق عليها ، لم تشهد الهدوء بسبب الثورات والانتفاضات المتتالية التي قام بها شعب الأحواز ضد الوجود الإيراني ، رافقها الكثير من المطالب الموجهة للنظام الإيراني والمحافل الإقليمية والدولية بهدف الحصول على حق تقرير المصير أو الحكم الذاتي أو التحرير والانفصال عن الوجود الإيراني، وهذا الأمر وضع  إمارة عربستان أمام مركز قانوني جديد جراء تغيير وضعها بفعل الإجراءات التي اتخذتها إيران تجاه شعب هذه الإمارة بعد أن تسنى لإيران وضع يدها على إقليم الأحواز.
إن ما يميز إمارة عربستان موقعها الجغرافي المهم ، والجذور التاريخية ، وخصوصيتها الإستراتيجية مستندة إلى موارد طبيعية هائلة ، ومنتجات زراعية وحيوانية وفيرة ، يتم تصديرها إلى دول العالم من خلال  ممرات تجارية ذات أهمية كبيرة في المنطقة ، جعل من الإمارة مطمعاً لقوى الاحتلال جراء ما تمتاز به من أرض خصبة نتيجة وفرة المياه  وطبيعة التربة وتنوع المعادن والثروات ومنها النفط والغاز ، الأمر الذي زاد من تلك الأهمية بحيث أسهمت في صراع القوى الاستعمارية الطامعة بالاستيلاء على أرض الإقليم ، تلك السيطرة التي لم تغير في واقع هذه الإمارة العربية وهوية شعبها لكن المصالح الدولية اقتضت ضمها إلى إيران لتحتلها عام
(1925 ) ، ومنذ هذا التاريخ نشأة مقومات القضية العربستانية .
لقد لعبت عربستان دوراً تاريخياً وسياسياً وعسكرياً وعلى الأخص بحرياً مشهوداً عبر تاريخها القديم ، وكانت الدولة الفارسية تطلق تسمية الإمارات العربية في جنوب العراق عربستان ، ولم يستكن أمراء عربستان لمحاولات الإيرانيين بسط نفوذهم عليها أو الامتداد إلى أراضيها فكانوا يواجهون ذلك بالمقاومة والحرب التي يتعاون فيها كل العرب المجاورين، وعلى الرغم من تغير الأحوال في عربستان عبر تاريخها الطويل ، جراء سيطرة الدولة الفارسية التي حكمت عربستان اسمياً لفترات متفرقة ومتفاوتة قد تبلغ أقل من ثلاثـة قـرون أو أكثر بقليل ، فإن عربستان بقيت حتى باعتراف الإيرانيين أنفسهم بأنها عربية الانتماء والولاء ، تربطها بالعراق روابط أكثر وأعمق وأغنى من أي روابط لها مع إيران .
وعربستان قطعة عزيزه من أرض المشرق العربي بجميع المقاييس الجغرافية والتاريخية والتراثية والمصيرية ، سيطرت عليها إيران بالتنسيق مع بريطانيا خلال منتصف العقد الثالث من القرن العشرين ، فأصبحت قطعة محتلة احتلالاً استيطانياً ، لا يتمتع شعبها المستعبد بحقوق المواطنة الكاملة بل حتى بأبسط حقوق الإنسان الفردية والقومية ، ويشكل النفط ثروتها الطبيعية الأساسيـة وهـي مسلوبـة لا ينال شعـب عربستان من خيرها شيئاً.
وتشكل عربستان القسم الشمالي الشرقي من الوطن العربي ، وتطل على رأس الخليج العربي ، وتقع على الجنوب الشرقي من العراق ، وتطل على شط العرب من خلال حدودها الجنوبية ، وهي محصورة بين خطي عرض ( 30 -33 ) درجة شمالاً وبين خطـي طـول ( 48-51 ) درجة شرقاً ، وبهذا يكاد يكون امتدادها الجغرافي من الشرق إلى الغرب مساوياً تقريباً لامتدادها من الشمال إلى الجنوب ، إذ يبلـغ طولها ( 420 ) كم وعرضها ( 380) كم.
يحد عربستان من الشمال جبال كردستان العراق ، ومن الشرق جبال البختيارية في إيران ، إذ تكون هذه الجبال في الشمال والشرق حدوداً طبيعية تفصل بين عربستان ومناطق سكن الأكراد فـي الشمال والبختيارية في الشـرق ، ويحدها من الغرب شط العرب في العراق، ومن الجنوب الخليج العربي ، وتبلغ مساحة عربستان حوالي ( 165 ) ألف كيلومتر مربع  ، والمساحة الحقيقية تبلغ ( 185 ) ألف كيلو متر مربع إذ قامت إيران عام ( 1936 ) تحت ستار إجراء التنظيمات الإدارية الحديثة باقتطـاع مساحـة ( 25.400 ) خمسة وعشرون ألف وأربعمائة كيلو متر من أراضي عربستان وضمتها إلى ولايات إيرانية مجاورة بهدف تقليص مساحة عربستان وتحطيم  الوحدة بين أجزائها وطمس هويتها العربيه وتفرسيها ورغم المحاولات الكثيره من قبل الأحوازيين بإيصال صوتهم وقضيتهم للعالم لم يلتفت لهم  أحد
 .وهكذا مر على هذه القضيه مايقارب ٩٠عام ولا أحد يتكلم عنهم او يتبنى القضيه سواء بالمحافل الدوليه او الأعلام العربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق