ان ما يشهده العراق من تطورات لابد له ان يفي بضلاله على جميع التطورات في
المنطقة و لربما يغير معالم كثيرة على الارض اكثر مما نتوقع و سوف نتفاجئ بتغييرات لم تكن في الحسبان قط وهذا ليس بالامر العجيب اذ ان السياسة العالمية الان اصبحت تميل نحو التغيير ورسم الخطوط من جديد بعد ان اتضح ان الخارطة القديمة للعالم الان لاتفي بالغرض المعهود لها و كذلك اللاعبين الرئيسين قد تغييروا واصبح من وضع خارطة سايكس بيكو ليس بيده مقاليد الامور وانما هو تبع لأرادة اخرى تريد ان يصبح التخطيط المستقبلي للعالم بأكمله تحت اشرافها خاصة في ما يخص الشرق الاوسط الذي هو بمثابة "قلب الدنيا" من ناحية الاقتصاد وبتبعها السياسة والسوق وجميع ما بني عليه او سوف يبنى عليه النظم العالمي الجديد، فأحداث العراق المتسارعة وقيام الدولة اسلامية بين عشية وضحاها في العراق والشام (داعش) الذي تمكنت من بسط سيطرتها في غضون ايام على معظم المناطق السنية في العراق بعد ان سيطرت على نصف سورية و كذلك اعلان اقليم "كردستان" لتفعيل المادة 14 من دستور العراق الذي تعتبر رصاصة الرحمة على مشروع العراق الموحد وتجيز لكردستان العراق " بالاستقلال " بعد ان اختزلت كركوك ببراعة من العرب والتركمان و ضمته الى اراضي كردستان وكذلك الدور التركي الموافق لتلك التطورات والذي تمخض من خلال مشاركة تركية في تصدير النفط الكردستاني، كل ذلك لم يكن احداث منفصلة او احداث عشوائية وانما خطوات متسلسلة اتت لتسهل انطلاق مشروع معقد طالما تحدث الاعلام الغربي عنه الا وهو"الشرق الاوسط الجديد"...!
ليس لنا شأن في "داعش" او اعمالها ولا نريد ان نتكلم عن مصداقيتها او عدم مصداقيتها (رغم اننا نعتقد ان العشائر العراقية الثائرة ضد التدخلات الايرانية السافرة في العراق من حقها ان تدافع عن نفسها تحت اي غطاء وشرعية من حيث المبداء) ولكن لفتت نظري "خارطة داعش" للخلافة الاسلامية و كيفية ترسيم الحدود عن جد!!!!!!اولا، في مايخص " الاحواز " اتصور ان داعش قد اضطرت ان تجعل الاحواز امارة مستقلة لا تتبع لأي من الامارات الموجودة على الارض لأن الواقع السياسي لهذا الامر ينبع بالمعنى الاخر من التوافق التام مع المتغيرات الاقليمية والدولية التي تحيط بالمنطقة والتي تجعل " استقلال الاحوازضرورة خاصة" يجب اخذها بعين الاعتبار.....!
ثانيا، لو افترضنا ان ولاية " الاندلس" او "اروبا المسلمة" في خارطة داعش هي "مجرد تمويه" لبعض الامور ولو امعنا النظر جيدا لما نجد في ما يخص الشرق الاوسط اختلاف كبير بين المخطط الداعشي و المخطط الغربي وانما بالعكس هناك تشابه كبير في الجوهر والصميم يعكس حقائق واجبة على الارض رغما عن بعض التحفظات....!
ثالثا، ان الاكثراثارة والفاتا للنظرفي هذه الخارطة هي "ولاية خراسان" والتي ان صح التعبيرتعد ركيزة هذه الخارطة في بلاد العجم نظرا لشمولها القسم الاعظم من الخلافة الاسلامية المزعومة والتي بصورة غير عادية تطوق العملاقين "الصيني و الروسي" و كذلك الهند النامية (نظرا لوجود مئاة المليون من المسلمين في تلك البلدان) وتجعلهم في صراع حقيقي مع الخلافة الاسلامية وتشغلهم عشرات السنين عن النمو والازدهار الاقتصادي الذي حصل من خلال الامن والسلام لكي تخلوالساحة من المنافسين الكبار وكل ذلك يتم بصورة حرفية مطابقا لمصالح الولايات المتحدة الامريكية الذي تبعد الاف الكيلومترات من بؤر التوتر تلك وبأمكانها الاستمرار بشراء النفط الرخيص وجني الارباح يا للعجب.....!
يوسف يعقوب الاحوازي
yousef.alahwazi@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق