بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الجمعة، 11 يوليو 2014

هل أدركت إيران مخاطر تدخلها في المنطقة العربية؟! بقلم: يوسف الكويليت

هل أدركت إيران مخاطر تدخلها في المنطقة العربية؟! بقلم: يوسف الكويليت
كلمة الرياض: اعتراف مبطن من قبل إيران بأن التدخل المباشر أو غير المباشر في مواقع التوتر، وبذريعة مد النفوذ، وتجاوز حدود المكونات الوطنية للانحياز لطائفة ما، وضعها على حد السكين، وخاصة في بلدانٍ مؤهلات الحرب فيها أكثر من السلام الاجتماعي، ولذلك بدأت تخرج أصوات صريحة من داخل إيران عن النتائج التي جنت منها الحكومة والشعب بإهدار المال في التسليح، وتحمل تبعات مصاريف على دول هي في الأصل مرفوضة من شعوبها ما تسبب في إنهاك اقتصادي أدى إلى تزايد نسب مَن هم تحت خط الفقر، والذي قد يفجر الداخل حتى لو كانت قبضة الحرس الثوري وسلطة المرشد هما عماد فرض النفوذ بالقوة، مع أن تجربة الشاه كانت تُبنى على نفس العقيدة والمبدأ حين كانت السافاك هي قوة السيطرة وصاحبة النفوذ المطلق..
لم تأت مبادرة مطالبة رئيس الجمهورية حسن روحاني ودعوته كل القوميات والإقليات والتيارات السياسية إلى التلاحم لمواجهة المخاطر والمشكلات، لولا أن الوضع الداخلي بدأ يأخذ مساراً قد ينفجر طالما عجزت الدولة عن القضاء على الفساد، والتفريق بين تلك المكونات وحرمانها أبسط حقوقها.
حالياً إيران بدأت تدرك ما تعنيه تعقيدات الانقسامات العراقية، وبروز عناصر إرهابية بدأت تطرق أبواب كل العراق، وترى أنها متشابكة مع أوضاعه إلى جانب الحالة السورية، والعمليات بين البلدين لم تعد إقامة نظام يدور في فلكها، وإنما بروز قوى تحولت من موقع المعارضة سلمية أو عسكرية إلى انفجارات بدأت تصنع تشكيل دولة داعش، وبصرف النظر عن أسرار هذا التنظيم ومن خلفه، إلاّ أن فرضيات ما سيكون في المستقبل، طرح على إيران البحث عن مخرج، وهل يكون ذلك بما يشبه التحالف مع أمريكا، أم بناء قوة العراق من جديد، وهي كلفة أصبحت موارد العراق نفسه المنهك وسط تقطيعه بين الشمال الكردي، وخروج الموصل وما حولها عن سلطة المركز، ما يعني أن ثروات النفط والسيطرة على مسار الأنهر أصبحتا قوة الضغط بيد تلك المليشيات إلى جانب أن المواطنين أنفسهم قبلوا بالعدو الشرس، على تجربة حكم المالكي وفصله الديني والقومي مع تلك العناصر..
نعود إلى التوجه الإيراني، قطعاً هناك ما يشبه دواعي الفرضيات الضاغطة عليها بأن حالة الاستنزاف التي تعيشها لا تقبل الاستمرار في هذه السياسة، وإلا أصبحت تواجه ذاتها بما هو أخطر وخاصة حوافز الانفجار الداخلي، وبالتالي هل تقبل حواراً بدون عنتريات أو شروط مع المملكة وفق دعوات أمريكية لخلق توافق حول مختلف الأوضاع المتورطة بها، وهل ستقبل الالتزام بما تسمعه ونعني كف يد حزب الله عن لبنان، والتدخل في سورية، والقبول باتفاق جنيف (1) حول سورية، والموافقة على تشكيل برلمان وحكومة وفاق وطني في العراق بدون المالكي وهيمنة طرف دون آخر على الدولة ومؤسساتها؟
ثم ما هو موقفها من دعم الحوثيين وتسليحهم، وإنشاء قواعد عسكرية في السودان وهل يقبل المرشد ومعه المؤسسة الدينية الكف عن شتم الصحابة وبالتزام مكتوب يشهده علماء الإسلام جميعاً بطوائفهم ومذاهبهم واتجاهاتهم، ثم فتح حوار حول الفواصل بين الطوائف التي تفرقهم أو تلتقي معهم حتى يمكن وضع حد للانقسامات ورسم خط واضح يمنع جميع المسلمين من أن تتحول الخلافات إلى نزاعات سياسية تفضي إلى حروب مذهبية وطائفية؟
لا ندري ما سيقوله الجانب الإيراني على مثل هذه الشروط، والخيارات مفتوحة على احتمالات إما أن تطول المباحثات والحوارات لتتزامن مع تنامي الحروب، أو أن تقبل بحل موضوعي يكفل للجميع مصالحهم وأمنهم، أو أن تستمر بعنادها بأن نفوذها يجب أن يمتد وفقاً لما تدعي أنه خرائط امتدادها على الوطن العربي متحملة التبعات المادية والعسكرية..
بلا شك أن إيران أصبحت تدرك الورطة، وأن المكابرة ستدفعها إلى المخاطرة بأمنها ولذلك فليس أمامها إلاّ أن ترى الأشياء بمنظار الواقع قبل أن تحرقها نار المنطقة كلها..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق