بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الاثنين، 9 يونيو 2014

ايران ما بين اوهام ولاية الفقيه والامامة بقلم: د. عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب

ايران ما بين اوهام ولاية الفقيه والامامة بقلم: د. عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب
حاول النظام الايراني محاكاة ثورات الربيع العربي في العالم العربي بعدما وصفها النظام بانها نتاج مؤامرات صهيونية واميركية استعدادا وخوفا من ان تمتد هذه الثورات الى ايران. أي ان ايران لن تستمر بارعة الى الابد في ترحيل ازماتها الداخلية وحالة الفشل الاقتصادي وتفعيل امتداداتها الخارجية، أي استثمار السياسة الخارجية التي تسعى لكسب مزيد من الولاءات الخارجية خوفا من عودة الاضطرابات تشبه ما حدث لايران من حركات ضد اعادة انتخاب احمدي نجاد. لكنه بعد ذلك حاول ان يستثمر تلك الثورات لصالحه وبدا يدعمها عدا الثورة السورية على اعتبار انها من دول الصمود والممانعة وهو ما فضح الموقف الايراني بانه مشروع قومي.
وبدأت الجمهورية الاسلامية تدعي بان الثورات العربية مستلهمة من تجربة ايران في عام 1979 وبدا الاعلام الايراني الرسمي يهتم بإظهار الثورات العربية بشكل ايجابي باستثناء الثورة السورية وبدا معها الترويج لآية الله خامنئي كإمام لهذه الثورات وليس كمجرد اية من الآيات وبهذا يتغير اسم ايران من جمهورية الى امامة وبذلك يصبح خامنئي قائد المسلمين في العالم.
واتخذت ايران عدة خطوات لتعزيز هذه الفكرة وبدأت تقوم بخطوات على الارض ودعوتها لإقامة مؤتمر الصحوة الاسلامية في طهران. واستطاع هذا المؤتمر جذب أكثر من 600 باحث وقائد سياسي من 53 دولة. افتتح خامنئي المؤتمر وقدم فيه بأن الراحل اية الله الخميني رائد الصحوة الاسلامية ما يعني ان آية الله خامنئي يعتبر خليفته ويجب أن يتعامل معه العالم الاسلامي على اعتبار أنه امام المسلمين.
وكان خامنئي يقول إن الثورات قامت من أجل المطالبة بان ينصب آية الله خامنئي اماما لهم وهذا التنصيب من قبل ايران لآية الله خامنئي امام المسلمين ابتداع جديد يأتي لاحقا بعد قبول المسلمين بولاية الفقيه مجازا وليس حقيقة وكذلك يتم اسقاط الاعتراف بإمامة اية الله خامنئي مجازا وليس حقيقة.
ووجد الملالي الملاذ الاخير لمحاكاة الثورات العربية بأن معاداة اميركا مع قدر لاذع للصهيونية المشترك المفترض مع الثورات العربية بل إن علي اكبر ولايتي وزير خارجية سابق كانت له شجاعة من أجل أن يتقرب من خامنئي لاستعادة منصب جديد في ايران. فقد ادعى بأن الثورات العربية كانت مدفوعة بكراهية الشيطان الاكبر. والغريب أن كافة الثورات العربية لم يرفع فيها شعار واحد مضاد لأميركا ولا للشيطان الأكبر بل كل الشعارات كانت ضد الانظمة القمعية وبعضها كان يرفع شعاراته ضد حزب الله وإيران التي تدعم النظام القمعي في سوريا ضد شعبه.
وغاب عن المؤتمر نشطاء من سوريا بينما شارك اثنان من الحوثيين مما يدل على أهمية اليمن في المشروع الايراني وكأن ايران بهذا المؤتمر تريد أن تلغي منظمة التعاون الاسلامي وتستبدلها بكيان منافس له وهو مؤتمر الصحوة الاسلامية ويرأس امانة هذا المؤتمر اية الله خامنئي.
فإيران لا تزال تصمم على الاستمرار في الاوهام بعد سقوط الاوهام السابقة التي روج لها حسن نصرالله في لبنان واستطاع تأجيج عواطف العامة وحتى المثقفين من المسلمين خصوصا عندما حارب حزب الله اليهود فكانت فرصة مواتية لإيران تعزيز ولاء المسلمين لنصرالله الذي يتبع ولاية الفقيه. هذا الولاء توقف اليوم وتحول الى حسرات وندم على الماضي وعلى التغرير الذي ساقهم نصرالله الى وجهات لا يدركون حقيقتها ولكن تلك الحقائق تكشفت اليوم وتحطمت الآمال على صخرة الواقع خصوصا بعد مشاركة نصر الله النظام القمعي في سوريا والاشتراك في قتل السوريين.
وأكبر مثال على ذلك رفضت كل من ليبيا وتونس ومصر استقبال احمدي نجاد اثناء عودته من اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ورفض احمدي نجاد الذهاب الى سوريا المتحمسة لاستقباله لأنها في ورطة ولكنه زار السودان وموريتانيا اخر دولتين بهما نظام عسكري. وهذا يثبت ان الثورات العربية ترفض امامة إيران او ولاية الفقيه. ولكن تحاول إيران تعيين شاهرودي وليا فقيها للعراق حتى يتمكن من ترجيح كفة المالكي لتعزيز وجودها في العراق خصوصا بعد انسحاب القوات الاميركية من العراق واستباقا لأي تحرك عربي خصوصا التحرك الخليجي بقيادة السعودية وعودة العراق الى الحاضنة العربية.
نقلا عن ((ميدل ايست اونلاين))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق