بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

المخدرات في إيران.. تجارة خفية لأغراض سياسية مفضوحة! (2) بقلم : د. نبيل العتوم



كشفت برقيات دبلوماسية أمريكية سربها موقع ويكيليكس، أن إيران تعتبر من أكبر مهربي المخدرات في العالم، وأن مسؤولين في الحرس الثوري متورطون في هذا التهريب. ونقلتبرقية سرية بتاريخ 12 يونيو 2009م، صدرت عن السفارة الأمريكية في باكو، أن كميات الهيروين التي مصدرها إيران، والمصدرة إلى أذربيجان، ارتفعت من 20 كجم في 2006م إلى 59 ألف كجم في الربع الأول من 2009م وحده.
وأكدت البرقية التي تستند إلى تقارير سرية لمحققي الأمم المتحدة المكلفين بالملف، أنأذربيجان من الطرق الرئيسية لتصدير الهيروين المنتجة بالأفيون الأفغاني نحو أوروباوالغرب.
وتعتبر إيران أكبر مشترٍ للأفيون الأفغاني وأحد أكبر منتجي الهيروين في العالم، كما أضافالدبلوماسيون الأمريكيون، ويأتي95% من الهيروين في أذربيجان من إيران، بينما تصدر الكمية نفسها من أذربيجان إلىالسوق الأوربية، كما أفادت برقية دبلوماسية أخرى بتاريخ 26 سبتمبر 2009م.

واستندت برقية بتاريخ 15 أكتوبر 2009م مصنفة "سرية" إلى خلف خلفوف، الذي كانوزير خارجية أذربيجان، قائلا: إن عمليات التهريب بين أيدي أجهزة الأمن الإيرانية.وأكدخلفوف أنه عندما تعتقل السلطات الأذرية مهربين إيرانيين وترحلهم إلى بلادهم كييقضوا فيها أحكاما بالسجن، يطلق سراحهم بسرعة.
ويبدوأن السلطات الأفغانية أبلغت نظيرتها الأذرية بأن قوات الأمن الإيرانية تتعاون مع مهربي المخدرات الأفغان. كما يبدو أن عمليات تنصت أذرية أثبتت أن مسؤولين في قوات الأمن الإيرانية متورطون مباشرة في بيع وتحويل الأفيون إلى هيروين بحسب البرقيات التي سربتها ويكيليكس. 
حزب الله وتجارة المخدرات
 لجأت إيران مع تبديل الواجهة الرئاسية بروحاني بدلا من نجاد، إلى الترويج لمصالحة وتحالف بين إيران وجيرانها والعالم في وجه الإرهاب (السني)! والغريب أن إيران تمارس الإرهاب هي ووكلاؤها في العراق وسوريا ولبنان، وهم في هذه اللحظة التاريخية قد انكشف للعالم أجمع أنهم أبرع مَن تلاعب بورقة القاعدة طوال عقد كامل، عبر احتواء قياداتهم في طهران، وتسهيل مرورهم من دمشق للعراق، ومن ثم تسهيل هروبهم المتكرر من سجون العراق، ومن ثم تسهيل مرورهم لسوريا، ومن ثم تجنب قصف مواقعهم من قبل جيشي بشار والمالكي، لهذا كله ما عادات حكاية عداء القاعدة وإيران أو إيران والقاعدة تنطلي على أحد.
ومع هذه الرسائل السياسية التي ترسلها إيران، يقوم فريق متنوع من الصحفيين والإعلاميين والسياسيين بالتسويق لضرورة الانفتاح على إيران وعقد شراكات معهاولذلك وجب التذكير بمخاطر الانفتاح السياسي على إيران من خلال استذكار الأدوار التي قامت بها إيران وسفاراتها في المنطقة والعالم، وتتمثل في:ما كشفت عنه وثائق ويكيليكس من أن إيران أكبر مشتر للمخدرات في أفغانستان والتي تعيد تصديرها للدول الأخرى بإشراف الحرس الثوري، كما أنه من المعلوم إشراف ميلشيات حزب الله على مزارع المخدرات في البقاع.
استطاع  النظام الايراني خلال ثلاثة عقود ونيف من الزمن من استثمار الشعارات المعادية لإسرائيل عبر توظيف شرائح واسعة خارج ايران، وذلك بأقل الاثمان حيث كانت وسيلته الوحيدة لخداع هذه الفئات والشرائح هو مجرد شعار (الموت لإسرائيل) وقليل من المال الذي اغلبه يأتي من تجارة المخدرات وفوائد غسيل الاموال المجهولة المصدر التي تنقل من والى افغانستان وباكستان بواسطة شبكات المافيا الدولية التي تستخدم ايران محطة ترانزيت له بموافقة اقطاب في النظام وبهذه الاموال يتم تمويل بعض ما يعرف بحركات التحرر والجماعات المسماة بالمقاومة، والأحزاب والمؤتمرات القومية والاسلامية في لبنان وفلسطين والأقطار العربية والإسلامية الاخرى. وفي المقابل تقوم هذه الجماعات والمؤتمرات بترويج الشعارات الايرانية المعادية (للكيان الاسرائيلي) في الساحات العربية والاسلامية رغم علم هذه الجماعات بأنها مجرد شعارات جوفاء لا صحة لها.
استطاع حزب الله بفضل الدعم الإيراني أن يشيد له جمهوريته في جنوب لبنان، وأن ينصب نفسه مسئولا عنها، فقد استعان بالأموال الإيرانية للتوجه نحو تجارات غير نظيفة، واستغلال لأموال البلديات وميزانياتها، وحماية تجار المخدرات والمافيا في جنوب لبنان.
إيران وغزو العراق ودول الخليج بالمخدرات
 على المستوى الإقليمي، أصبحت إيران بوابة رئيسة لتهريب المخدرات إلى تركيا والمنطقة العربية، والأخطر من ذلك أن عصابات ترويج المخدرات في إيران تقوم بخلط المخدرات بمواد ضارة أخرى قبل تهريبها إلى الخارج بهدف تحقيق نسب عالية من المكاسب المالية، هذا إن لم يكن هناك أسباب أخرى تستهدف الشباب في المنطقة العربية أيضا. وبالتالي على أجهزة الأمن في الدول العربية والخليجية تحديداً محاربة المخدرات بشكل عام والقادمة من إيران على وجه الخصوص، وأن تبقى متيقظة لأي محاولات تستهدف أبناءنا.. فهذه الآفة تفتك بأهم وأغلى عنصر تمتلكه الدول، عنصر القوة البشرية وقوة الشباب تحديداً، ويزيد الخطر عندما يتم تهريب المخدرات المغشوشة والملوثة إلى هذه الدول فتصبح الأضرار مضاعفة والنتائج فتّاكة.
لا شك بأن ساسة إيران هم الذين يتحكمون بموازين وإدارة الأمور في عراق اليوم بعد أن أضحت إيران هي المهيمنة على أسواق السياسة والإقتصاد والقرار المرجعي في العراق، فالسلع الإيرانية الرديئة سائدة في الأسواق العراقية، والمخدرات الإيرانية، هي البضاعة السائدة في السوق العراقي.
وقد صرح محافظ ديالي العراقية السابق، السبت، إن "90% من المخدرات داخل المحافظة مصدرها إيران، وهذه حقيقة تقرها المؤسسة الأمنية المحلية".وتابع عمر الحميري المحافظ السابق عضو مجلس المحافظة الحالي: "الحدود المشتركة بين العراق وايران تنشط بها عصابات محترفة تقوم بعمليات تهريب لمختلف أنواع المخدرات"، مضيفا أن "تهريب المخدرات يمثل مؤامرة يراد منها خلق آفة تهدد المنظومة الاجتماعية، وتزيد أعباء الأمن؛ باعتبار أن الإدمان وسيلة تخلق مجرمين يضرون بالصالح العام".
ودعا الحميري إلى عملية تثقيف مركزة لبيان مخاطر إدمان المخدرات والعمل على تعزيز قدرات الجهات الامنية المعنية بمكافحة المخدرات لتأخذ دورها في تقليل مخاطرها.من جهته، قال غالب الجبوري، المتحدث الاعلامي عن قيادة شرطة ديالى، إن بعض مناطق ديالى الحدودية "تعتبر ممرا للمواد المخدرة من إيران إلى دول الخليج".وأضاف أن "الدوريات الأمنية المختصة بمكافحة المخدرات في المحافظة، تمكنت من ضبط 11480 حبة مخدرة و353 كبسولة من المخدرات اضافة الى 861 أمبولا مخدرا خلال العام المنصرم 2013"، وفقا لوكالة الأناضول. 
يذكر الشيخ الدكتور، حسين المؤيد، المرجع الشيعي "سابقاً" في مكاشفاته المذهلة بعد "التحول" عن معلومة خطيرة تفيد بمخطط "دولة" إيراني لإغراق هذا الشعب والمجتمع وتدمير بنيته الشبابية الصاعدة في براثن المخدرات التي حولت بالبراهين والأرقام أعظم مجتمع "قيمي/ روحاني" مؤمن مسلم إلى أكبر سوق مستهلك على وجه الأرض. ولكي نضع هذا الخبر الصاعق المذهل من فم سماحة الشيخ على محك التمحيص والإثبات بالصواب أو الخطأ سأدعوكم لبراهين المعلومة التالية: إضبارة إدارة المخدرات السعودية تشير صراحة إلى أن 80% من حجم المخدرات المضبوطة في هذا البلد ترد من الحدود الجنوبية مع الشقيقة الجارة اليمن.

الرقم الأهم في تحليل "الظاهرة" يشير إلى أن الحجم الاقتصادي لتجارة المخدرات بين شرائحنا المستهدفة يصل إلى ما يقرب من 60 مليار ريال في العام الواحد، وهنا يبرز السؤال الجوهري: إذا كانت الميزانية العامة المكتملة لدولة شقيقة مثل جمهورية اليمن تحلم بمثل هذا الرقم وحده، فكيف آن لتجارة وحيدة مثل تهريب المخدرات أن تقترب من ميزانية شعب ودولة ومن هو، أو ما هي القوة الإقليمية الجبارة التي تنافس بتجارة ثانوية مثل "المخدرات" كي تنافس بها وحدها موارد وميزانية ودخل دولة مكتملة؟.
ومن الملاحظ إن عمليات تهريب المخدرات إلى دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية تزداد يوماً تلو أخر وبكميات هائلة إما عن طريق البحر قادمة من إيران أو عن طريق الحدود العراقية السورية مع السعودية وكذلك عن طريق الحدود اليمنية وخاصة المناطق التي يسكنها الحوثيين الموالين للنظام الإيراني، وحرب المخدرات لا تقتصر وجهتها إلى السعودية فقط وإنما إلى جميع دول الخليج العربي ففي البحرين نرى ونسمع عن ضبط كميات كبيرة من المخدرات القادمة إلى المملكة وهذه العمليات نراها تزداد وتتسع بشكل ينذر بالخطر مع مرور الزمن.
وقد أوضح عضو لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات في مجلس الشورى الدكتور عوض الأسمري في حديث إلى "الوطن" "أن هذا الحزب وُضع لمساعدة إيران في الميدان السياسي"، وصحيح ما يشار إلى أن المملكة مستهدفة من قبل هذا الحزب ومن يدعمه لترويج المخدرات إلى شباب الوطن. وأوضح أن الجرائم الإلكترونية تعم كافة المجالات بترويج الأفكار والمخدرات كذلك، ومن الصعب متابعتها إلا أن الإمكانية متاحة إذا كانت مُنطَلِقة من المملكة للتمكن حينها من تحديد النقطة والمكان، مؤكداً أن تورط أحزاب سياسية في ترويج المخدرات لا بد أن يقدم لنا رسمياً من الجهات والإدارات الخاصة بذلك، ويتم تبنيه من أحد الأعضاء لمناقشته والنظر فيه، إلا أنه استطرد بقوله "نعلم علم اليقين أن هذه حقيقة، وهي مع الأسف أمر واقع، ويمكن تلافيه عن طريق حل استراتيجي على مستوى عال، وهو ما سيتم مستقبلا".
وعن التأثير الاقتصادي لذلك أوضح الخبير الاقتصادي فضل البوعينين في حديثه إلى "الوطن" أن السوق السعودية مستهدفة بالمخدرات لسببين رئيسيين، وهما: الملاءة المالية التي يمكن أن تمول مشتريات هذه المخدرات في الداخل، والثاني والأكثر خطورة هو أن المملكة مستهدفة لخلخلة أمنها من الداخل من خلال ضرب المجتمع بالمخدرات، التي تُهرّب إليها من مواقع محددة، وأن هذه الشحنات ومعظم من يقوم بإدارة هذه الشبكات هو إيران وحزب الله واللذين يستخدمان الدول العربية كمواقع مرور لهذه المخدرات إلى السوق السعودي كجنوب لبنان وسورية، مضيفا "أن هناك مصانع كانت قائمة في سورية وجنوب لبنان لتصنيع المخدرات وشحنها إلى المملكة، التي تواجه اليوم مشكلة عن طريق البحر، لأن إيران تهرب عصاباتها ومروجي المخدرات عن طريق البحر الأحمر بعد أن أحكمت السلطات السعودية ضبط الخليج العربي، وتحولت إيران إلى البحر الأحمر عن طريق اليمن، حتى إن هناك شحنات تم ضبطها عن طريق اليمن، وكان مصدرها إيران".

وأضاف البوعينين "أعتقد أن العصابات المنظمة ومن خلفها حزب الله والحرس الثوري مسؤولة عن إغراق السعودية بالمخدرات، خاصة أننا نتحدث عن كميات مهولة من المخدرات تمر من خلال قنوات يفترض أن تكون مؤمّنة وغير مهملة لعصابات التهريب؛ وهذا يؤكد أن كميات المخدرات الداخلة إلى السعودية ربما حصلت على دعم استخباراتي، فغسل أموال المخدرات ليس بالأمر الهين، وهذا ما يجعلنا نتساءل عن قدرة عصابات المخدرات على غسل مليارات الريالات المتأتية من تجارة المخدرات محليا؛ ومن يقف خلفها؟ وهل تتسرب إلى الخارج أم يتم تدويرها في الاقتصاد؟".
استراتيجية إيران لنقل موضوع المخدرات إلى أحد مجالات التفاوض مع الغرب
 تسعى إيران إلى إبراز ملف المخدرات إلى واجهة الصدارة للتفاوض مع الغرب، إلى جانب  القضايا الاقلیمیة الأخرى؛ كقضايا الارهاب والتطرف والازمة السوریة، حيث تحاول إيران خلق قضايا تعاون مشتركة يمكن  ان تتشاور فيها مع الاتحاد الاوروبی، حيث تعلن ایران الاستعداد لمعالجتها، وانها مستعدة  لبذل المساعي المشترکة لحلها، وتهدف إيران إلى تحقيق جملة من الأهداف من خلال ذلك، من أبرزها لفت الأنظار عن القضية النووية، إلى جانب إيجاد أرضية مشتركة للتعاون مع الغرب، بهدف تلميع صورتها، وإبراز قدرتها على منع التهديد الذي تمثله المخدرات للعبور من دول المنطقة إلى الغرب.
 *المراجع (مقالات ودراسات)
- جرائم الدولة الفارسية في الأحواز.. خوف أم تخويف
- ظریف: التطرف والارهاب یشکلان التحدی الامنی الکبیر للمنطقة والعالم
- عراق العجم و الأسلحة الإيرانية؟
- ايران تغرق العراق بالمخدارت
- اللجنة القضائية بالبرلمان: لن نسمح بفتح مكتب للاتحاد الاوروبي للتدخل بشؤون ايران
- لاریجانی یعلن استعداد ایران لحل الازمة السوریة بالتعاون مع اوروبا
- 10 مخاطر للانفتاح العربي السياسي على إيران
- عبدالهادي الخلافي: المخدرات سلاح إيران الموجه ضد دول الخليج
- المخدرات إلى المملكة بأيد إيرانية
- إيران بوابة تهريب المخدرات لدول المنطقة- محمد السلمي
- عباس الكعبي: عالم المخدرات في إيران 
- ويكليكس إيران من أكبر مهربي المخدرات في العالم
 * خبير في الشأن الإيراني
نقلا عن ((تلفزيون الآن))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق