بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

عن جد!!!!!!!!!!!!!!!!! "خمش"و"مطش"و"طمطمش" (4)(هجوم السعالي)!!! بقلم: يوسف يعقوب الاحوازي

هرع الناس و ذهبوا الى بيوتهم لكي يخبروا اهلهم وذويهم بأن يلزموا البيوت كما امر
الشيخ  و ايضا لكي يربطوا احشامهم ومواشيهم  وانتشر الخبر بسرعة البرق في القرية، فاخذ الناس يدخلون اطفالهم الى البيوت ولم يسمحوا لهم بالخروج في الشوارع وزقاق القرية واصبح الخوف سيد الموقف، ولا يعلم احدا ما حقيقة الامر غير ان الكل يعلم ان السلعواة تعني لهم "الموت" في القصص والروايات القديمة  التي تناولتها الاجيال.
كان ابوالهمام جالسا مع الشاب الغريب واخذ يغلق على اولاده ولم يعلم ماذا ال المأل بهم رغم انه يعلم انهم رجال اشداء لا يخشون الموت ولكن ارعبه امر السلعواة التي تشبه الاساطير وانها تملك من الشراسة ما يفوق الاسود سبعية وفتكا وانها لا ترحم صغير ولا كبير وتصطاد البشر كطرائد اعتيادية خلاف لباقي الضواري والسباع، فاخذ یسئل الفارس الغريب عن كيفية هجوم السعالي عليه وتعدادهن وحجمهن وكل المعلومات التي تتعلق بكيفية الهجوم حتى اتضح انهن 7 سعالي و انهن نزلن من التلال الشمالية المتاخمة للقرية و ان واحدا منهن اكبر حجما واكثر بشاعة من الاخرين.
نرجع الى الفرسان الذين تركناهم في الصحراء ونجد انهم فرغوا من جمع بقايا الاجساد و اجمعوا ما تبقى من البعير وهم في دهشة من الامر وكانما صدموا مما يرون!!! فحينها كانت الشمس اوشكت نحو الغروب و هم على شفير الليل فاشعروا بقشعريرة في اجسادهم لم يروا لها مثيل وكأنما احدا او شيئا يراقبهم عن قرب ويتربص بهم حتى يفتك بهم كما فعل بالرعاة الخمسة ولكن العزيمة عادت اليهم حين رأوا الهمام ورباطة جأشه و اخذتهم الطمأنينة شعروا بالامان، رغم ذلك ادرك الهمام الموقف وامرهم بأن يسرعوا بالعودة حتى لا تباغتهم المخلوقات في سواد اليل، فأسرع الرجال وحملوا الاجساد على الاباعر وشرعوا بالرجوع..........
كان ابوالهمام قد طلب من ضيفه ان يخرجوا معا  ومعهم البعض من الرجال لكي يستقبلوا من ذهب لاسترجاع القطعان والرعاة من الصحراء على مشارف القرية عسى ان يعودوا لهم بالبشرى وسلامة الرعاة والاحشام و كان الشيخ غلق الان على اولاده الثلاثة وباقي الرجال فحسب، ولا يهمه امر المواشي والابل لأنه كان يعلم ان السعالي مخلوقات يكون فتكها في الليل اشد من النهار وتتضاعف شراستها عند سواد اليل وانها تباغة وتختفي في وضح النهار ناهيك عن الليل وديجانه التي تخفي كل دواب، فأخذوا يتمشون في الشارع الرئيسي للقرية و وقفوا هنيهة عند الينبوع الذي يسقي القرية وراح ينظر الفارس الغريب الي محاري القرية بروية وهم يتحدثون عن الخطر الذي يواجهونه ويتحاورون في ما اذا هاجمت السعالي القرية كيف يفعلون،وصلوا الى اخر البيوت في القرية من جهة الشمال ووقفوا هناك يترجون رجوع الخيالة وهم على وشك صلاة المغرب واذا بهم سمعوا صهيل الخيل و دوي حوافرها حتى رأوا الفرسان ها هم قد وصلوا وفي معيتهم بعض الابل ولكن لا اثر لباقي المواشي كالاغنام.
وصل الفرسان الى القرية ومعهم الخبر السئ الذي احزن الجميع خاصة الشيخ الذي اطلع على ما تبقى من اجساد الرعاة واندهش هو والفارس الغريب عن وحشية المخلوقات التي قتلتهم، وطريقتهم لتقطيع واكل البشر وكانما هناك حقد دفين في صدورهم وغيض لم يشفى الا بقتل الانسان.........
امر ابو الهمام ان تدفن الاجساد وتعقل الابل وامر ايضا بعدم خروج ای شخص فی اللیل حتی لقضاء الحاجة حتى تشرق شمس الصباح  وان یکون الناس على هبة الاستعداد لأي طارئ واذا هوجم اي بيت من بيوت القرية يجب ان يعلن الاستغاثة لكي يهرع اليه الناس للنجدة ومن ثم طلب من الهمام ان يجعل 20 حارس في قلب القرية يوقدون نارا كبيرة ويبقون الليل احياء حتى تشرق شمس الصباح ومن ثم دخل هو واولاده بيتهم ذات الاسوار العالية مع ضيفهم الفارس الغريب وكذلك تفرق الناس كل على بيته واقفلوا البيوت على انفسهم خشية ان يواجهوا السعالي وتقضي عليهم كما قضت على الرعاة المساكين...............
كان منتصف الليل وكان الهمام لا تراود عيناه النوم مثل حصانه المطهم الذي بدا غير مرتاح تلك الليلة يصهل باستمرار وهكذا الشهاب ايضا لم ينام ويتلوا مع نفسه اشياء لم يعرف فحواها احدا وكانه يكلم البعض من طائفة الجن، ولكن الثعلب ذهب لينام  وكذلك الشيخ ابو الهمام وضيفه الفارس الغريب كانوا نيام والقرية كانت صامته لا تسمع فيها غير صوت الصراصر والديدان الصحراوية واحيانا نغيط البومة السوداء التي كانت تلك اليلة تنعب بشئوم اكثر من اي وقت مضى وكانت رائحة غريبة تدور في محاري القرية وكأنك تشم رائحة الموت منتشرة في كل مكان في ليلة كانت السماء صافية ولكن القمر لم يظهر بعد فأخذ الهمام يتنفس بعمق وينظر الى النجوم ويفكر في اطفاله وزوجته الجميلة التي تنتظره حتى يأتيها لكي يلفها بين ذراعيه ويجلب الطمأنينة التي سلبت من اهل القرية لها ويدفئها من البرودة الغارسة التي كانت تغطي جسدها رغم انها كانت ايام الربيع وهي مستلقية في خدرها حتى يأتي لها زوجها الحبيب.
نعم كان الهمام في تلك الحالة وهو واقفا متكاء على رمحه واخذه السهاد حتى اطبقت جفنيه احدها على الاخر وراح يغفوا واذا بصرخة امرأة مرعبة شقت جيوب الليل حتى تصل الى جميع سكان القرية وايقظت جميع جوارحه دفعة واحدة وارتعب لأول مرة في حياته................................
يتبع في الاسبوع القادم
16.10.2013
yousef.alahwazi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق