بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الأربعاء، 7 مايو 2014

إيران تطمس هوية الأحواز العربية

أحمد العدواني - الدمام
كشف عباس الكعبي، رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم)،

عن استمرار موجة الإبادة العرقية الممنهجة للشعب العربي في إقليم الأحواز الخاضع لإيران منذ 89 عاما.
وبين أن الأجواء التي يعيشها الشعب العربي الأحوازي جديرة بطمس الهوية العربية الأصيلة فيه نتيجة للاضطهاد العرقي والمذهبي، وحالة الشتات التي يعيشها هذا الشعب في غياب الدور العربي الرسمي الذي تناسى القضية الأحوازية، رغم أنها لا تقل أهمية عن القضية الفلسطينية، بل ووصلنا من الاضطهاد حتى إننا حرمنا تسمية أبنائه ومواليده الجدد بأسماء عربية وتفرض عليه أسماء فارسية.
جاء ذلك في حوار أجرته «مكة» مع الكعبي عبر البريد الالكتروني، هنا نصه:
إجماع على المقاومة
1- كيف تقيم المشهد السياسي في إقليم الأحواز في الوقت الراهن؟ 

هناك إجماع على رفض التواجد الأجنبي الإيراني في الأحواز، وهو ما تؤكده المظاهرات والاحتجاجات الشعبية الأحوازية التي لا يغيب عنها شعار التحرير والاستقلال ورفع العلم الوطني الأحوازي، متحدية مخاطر آلة القمع العسكري لدولة الاحتلال الأجنبي الإيراني من ناحية، مع تأكيد من القوى الوطنية الأحوازية كافة على ضرورة مواجهة الاحتلال وانتزاع حق تقرير المصير وتحرير الأحواز أرضا وشعبا. 
العربية ممنوعة
2- وماذا عن وضع اللغة العربية في المجتمع الأحوازي؟
 في الأحواز، الممنوع أكثر بكثير من المسموح، فمنذ وضعت الدولة الفارسية يدها على دولة الأحواز العربية بموجب حرب عدوانية في 1925، حرمت على شعب الأحواز حقه المشروع في التعليم والدراسة والحديث باللغة العربية، فشعب الأحواز يعد الشعب الوحيد في العالم الذي يمنع عليه تسمية أبنائه ومواليده الجدد بأسماء عربية وتفرض عليه أسماء فارسية، إذ لا مجال لاسم فاروق وخالد وعمر وعثمان ووليد وأبو بكر وعائشة في الإقليم، بينما يروج المحتل لتسميات غريبة على شعبنا كبيجن وداريوش وجمشيد وتحارب العروبة في الأحواز.
أما قمع المحتل الأجنبي الفارسي لشعب الأحواز فلن يتوقف يوما، ويأخذ أوجه عديدة بينتها سالفا، ويمكن محاولة تلخيص ما يجري في الأحواز بأن كل أحوازي متهم في عين الاحتلال حتى تثبت براءته ويخضع للمراقبة منذ ولادته فضلا عن ملاحقته وحرمانه وقمعه وينتظر العدو المحتل أولى ردات فعله ليلفق له سيلا من التهم الباطلة فيدينه.
 انتهاكات وتمييز
3- لكن ما طبيعة الضغوط التي تمارسها دولة إيران على شعب الأحواز؟
 إذا أردت الحديث عن انتهاكات إيران بحق شعب الأحواز، فحدث ولا حرج.
فنحن نتعرض، عمليا، لحرب إبادة، بدءا من محاولات إيران المستمرة لطمس الهوية العربية في الأحواز من خلال منع الأحوازيين من الدراسة والحديث باللغة العربية، وممارسة الاضطهاد القومي والتمييز العنصري بين المستوطنين ذوي الأصول الفارسية وبين السكان الأصليين من عرب الأحواز، مرورا بالاضطهاد الديني من خلال سعيها الحثيث لتغليب المذهب الصفوي، فضلا عن الاضطهاد الاقتصادي ممثلا في نهب ثروات الأحواز الهائلة من نفط وغاز ومعادن وتجفيف الأنهار وتحويل مياهها إلى العمق الإيراني، مع إخضاع الإقليم لأجواء أمنية قمعية ومحاولة عسكرته بزج أعداد كبيرة من قوى الجيش والحرس الثوري والباسيج التابع له ورجال الأمن والشرطة، فضلا عن الاعتقالات العشوائية وملاحقة النشطاء، فضلا عن الاغتيالات والإعدامات سرا وعلنا.
ولا يمكن أن ننسى تقطيعها لأوصال الإقليم وإلحاق مساحات شاسعة من الأراضي الأحوازية وضمها إلى مناطق فارسية خلف جبال زاجروس، فضلا عن التهجير القسري للسكان، وتدمير البيئة الأحوازية، وحرمان الشعب العربي الأحوازي من حقه في الملكية والرعاية الصحية والتقاضي.
 مخطط لإذابة الهوية 
4- تريد أن تقول إن هناك مخطط منظم لإذابة الهوية الأحوازية؟ 
هذا مؤكد، فالعدو الإيراني يمارس كل ما يمكنه لمحو القضية العربية الأحوازية العادلة والمشروعة، من خلال التهجير المستمر لسكان الأحواز بعيدا عن وطنهم للتخلص منهم، وبالمقابل يتم توطين أكبر عدد ممكن من المستوطنين الإيرانيين في الأحواز لتغليب العنصر الفارسي على العربي في الإقليم.
 تداعيات محتملة 
5- ورغم ذلك لم تمت القضية الأحوازية؟
 لطالما أكد الشعب العربي الأحوازي تمسكه القاطع بالتحرير وعبر عن رفضه المادي والفعلي للاحتلال الأجنبي الفارسي، وهو أمر يؤكد حيوية هذا الشعب وحيوية القضية الأحوازية وعدالتها، لكنها في الوقت ذاته، مقبلة على مزيد من التداعيات، ولا شك أنها ستأخذ مكانتها كرقم صعب في المعادلات الإقليمية العربية والدولية بحكم حيوية شعبها وأهمية موقعها ووفرة ثرواتها واستمرار مقاومتها الوطنية في توجيه الضربات الموجعة للعدو.
 إبادة عرقية 
6- هل نستطيع القول أن محور قضية الأحواز هو الاختلاف المذهبي؟
 بل يمكنك القول إنها قضية عرقية بالأساس، وليست طائفية أو مذهبية، بل لها جذورها التاريخية، ولا يزال يدفع الشعب العربي الأحوازي يدفع ثمن هزائم الفرس في وقائع ذي قار والقادسية وذات السلاسل والأبلة وسوق الأحواز التي هزم فيها المجوس «الفرس» على يد المسلمين العرب، كما يدفع الأحوازيون ثمن كراهية وأحقاد الفرس ضد كل ما هو عربي، فكلما اختلفت الدولة الفارسية مع أي دولة عربية صبت جام غضبها على شعب الأحواز انتقاما.
 تحت خط الفقر
7- وكيف يعيش الشعب العربي في الأحواز في ظل كل هذا التردي؟

يصنف الشعب العربي في الأحواز كواحد من أفقر الشعوب، حيث يعيش أكثر من 50% من شعب الأحواز تحت خط الفقر، فهم يحرمون من الوظائف وترتفع نسبة البطالة بينهم، رغم أن هذا الإقليم يعرف بأرض الطابقين الذهبيين نظرا لخصوبة أراضيه ووفرة المياه العذبة والأنهار والأهوار فيها، فضلا عما تحتويه الأرض في باطنها من كميات هائلة من النفط والغاز والمعادن، لدرجة أن 92% من الاقتصاد الإيراني يعتمد على ثروات الأحواز، إلا أن نصيب شعب الأحواز من كل ذلك هو الحرمان والسموم التي تفرزها مصانع البتروكيماويات وأنشطة النفط والغاز والمفاعلات النووية في أبو شهر ودور خوين، حتى أدرجت منظمة الصحة العالمية الأحواز في أول قائمة المناطق الملوثة في العالم.
وتتحمل دولة الاحتلال الفارسي مسؤولية تدهور الحياة المعيشية في الأحواز وما تمارسه من إبادة ممنهجة للشعب العربي الأحوازي البالغ تعداده أكثر مِن عشرة ملايين نسمة.
 تعاطف شعبي 
8- كيف تقيم التعاطي العربي؟
 أسهمت وسائل الاتصال والإعلام في السنوات الأخيرة، في ارتفاع نسبة المشاركات الوطنية الأحوازية في العديد من القنوات التلفزية والصحافة المكتوبة والمسموعة، وبالتالي زادت أعداد المتابعين والمهتمين والمؤيدين من أبناء الشعب العربي للقضية، خاصة وأن هناك قوى وطنية كالمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) والتي تعد التكتل الوطني الأكبر باحتوائها ستة فصائل وعدد من الشخصيات الوطنية المستقلة، تؤمن بأن احتضان الشعوب العربية للقضية يعد رصيدا كبيرا لا يستهان به.
غياب عربی 
9- لكني أقصد على المستوى الرسمي؟
 تحظى القضية بتأييد ومساندة معنوية من قبل بعض الأحزاب السياسية والجمعيات والتجمعات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني العربي، لكن قضية بقدم القضية الأحوازية وبأهميتها وبحجمها ما زالت تحتاج إلى محيط عربي رسمي مؤيد ومناصر وداعم لها، خاصة أن الأحواز تشكل البوابة الشرقية لوطننا العربي وأن أي مشروع استراتيجي يتعلق بالأمن القومي العربي لا بد له من أخذ الأحواز في الاعتبار وعلى وجه الخصوص في التصدي للهجمة الفارسية الشرسة ضد أمتنا والسعي الدؤوب لإحياء الامبراطورية الفارسية والتوسع على حساب الوطن العربي، ولدينا أمثلة شاخصة على ذلك كالنفوذ الإيراني الواضح والمفضوح في العراق وسوريا ولبنان واليمن والسعي لقلب الحكم في البحرين، إضافة إلى إعلان دولة وتلك عن إلقاء القبض على خلية تجسسية إيرانية أو تعمل لصالح الحرس الثوري وجناحه المختص بالعمليات خارج الحدود والمتمثل بما يسمى بفيلق القدس الإرهابي ويرأسه قاسم سليماني.
 هدم للمساجد
10- إلى أي مدى تقوم المساجد بدورها في القضية الأحوازية؟
 حال المساجد والجوامع في الأحواز لا يختلف عن حال الشعب العربي الأحوازي، فهي الأخرى تلقى نفس درجة العداء والكراهية والحقد من المحتل.
ولدينا مثال حي على ذلك وهو الشيخ عبدالحميد الدوسري الذي حكم عليه بالسجن والنفي لمدة 25 عاما بسبب عنايته بالمسجد الشافعي في مدينة عبادان الأحوازية، ولكن رغم ذلك فإن شعب الأحواز متمسك بدينه وأرضه.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق