بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الأحد، 15 ديسمبر 2013

روحاني يغرد بـ"الخليج الفارسي" لينكأ جراح الجوار العربي

واجهت تغريدة للرئيس الإيراني حسن روحاني استخدم فيها اصطلاح "الخليج الفارسي"
لوصف الخليج العربي، ردود فعل عربية غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وحسبما رصد موقع (بي بي سي) العربي، فإن مغردا عربيا خاطب روحاني قائلا: "إنه الخليج العربي أيها الرئيس" فيما قالت تغريدة أخرى "ما زال يطلق عليه الخليج العربي يا سيدي."
وتبدي إيران حساسية عالية تجاه تسمية الخليج، إذ أقدمت في العام 2010 على طرد مضيف طيران يوناني خطيئته أنه استخدم عبارة "الخليج العربي" على متن إحدى طائراتها المدنية، ما اعتبره محللون في حينه أنه "رد فعل عصبي لا يخلو من مضمون سياسي يشي بحالة الشد في علاقات ايران مع الجوار العربي".
طهران ردت في حينه مؤكدة ضرورة استخدام وصف "الخليج الفارسي"، مستندة في ذلك إلى تاريخ طويل من استخدام هذا الوصف على الخرائط والسجلات المكتوبة.
 وفي تصريح سابق لـ"الغد" لأستاذ القانون الدولي في جامعة البحرين د. محمد الموسى، فان تهديد إيران بمنع شركات الطيران من استخدام مجالها الجوي إذا لم تلتزم طائراتها تسمية "الخليج الفارسي"، يحمل رسالة مفادها أن الجمهورية الإسلامية صاحبة السيادة المطلقة في الخليج.
على أن الأكاديمي والمؤرخ د. علي محافظة لم ير مبررا لردة الفعل الإيرانية، معتبراً في تصريح سابق لـ"الغد" أن "إيران توجه رسالة التسمية الى جوارها العربي لتجدد موقفها من إيرانية الأحواز"، بصفته اقليماً عربياً محتلاً يشاطئ الخليج العربي من الضفة الشرقية.  وكان وزير النقل الايراني السابق حميد بهبهاني اعلن أن "رحلات الشركات الأجنبية القادمة من الدول العربية ستحظر إذا ما استخدمت عبارة الخليج العربي".
ويبلغ طول سواحل الخليج العربي نحو 3300 كم، حصة إيران منها نحو الثلث. ويسكن العرب على ضفتي الخليج سواء في القسم الغربي: عمان والإمارات والبحرين وقطر والسعودية والكويت والعراق، أو من الشرق في إقليم عربستان (الأحواز ولنجة).
وتستخدم تسمية "الخليج العربي" دول الجامعة العربية والأمم المتحدة في وثائقها العربية.
تاريخيا، عرف المسطح المائي بـ"خليج البصرة"، وهي التسمية التي كانت شائعة في وثائق العهد العثماني، بحسب محافظة.
وسبق لمفكرين أن طرحوا على المرشد الراحل للجمهورية الاسلامية الإيرانية الإمام الخميني تسمية "الخليج الإسلامي" لكنه رفضها. ومن بين من دعوا إلى هذه التسمية، زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

ويعتقد الأكاديمي الموسى أن الصراع الإيراني الغربي "يتمحور حول المصالح وهوامش المناورة في المنطقة التي ستظل تعيش هذا الصراع سنوات طويلة"، معتبرا أنّ إيران تؤكد للغرب أنها قوة إقليمية فاعلة بخيارات مستقلة، توظف الملف النووي في تحقيق مزيد من الحضور في المشهد الدولي، وهو ما يجد صداه في الخطاب الغربي الذي يتجنب النبرة الاستعلائية مع طهران بخلاف ما كان عليه الحال مع العراق قبل احتلاله.
المؤرخ الألماني كارستن نيبور، الذي جاب الجزيرة العربية العام 1762، عاب على الجغرافيين الغربيين استخدام مصطلح بلاد فارس على الإمارات العربية شرق الخليج، مؤكدا أنها عربية الهوية رغم كونها منشأة خارج حدود الجزيرة العربية.
وقال إن ملوك الفرس لم يتمكنوا قط من أن يكونوا أسياد ساحل البحر في بلادهم الخاصة. "لكنهم تحملوا على مضض أن يبقى هذا الساحل ملكا للعرب".
ويرى الكاتب الفرنسي ميشال فوشيه في كتابه "تخوم وحدود"، أن الخليج الذي سمي الخليج الفارسي بسبب النفوذ القوي والتاريخي لإيران، وجد دعماً من الاستراتيجية الأميركية (زمن الشاه) القائمة على دعم الشاه وجيشه لتحقيق الأمن الإقليمي في حماية النفط.
الكاتب اللبناني في الشؤون الاستراتيجية نبيل خليفة، وفي مقال له في صحيفة "الحياة" اللندنية في 14 آب (أغسطس) 2005 يؤكد أن الخلاف بين العرب والإيرانيين "ليس مجرد خلاف لفظي/اسمي. وانما هو خلاف يعكس صراعاً سياسياً وقومياً ذا أبعاد ومضامين استراتيجية، خلاصتها من له الهيمنة على الخليج، على مياهه وجزره ونفطه ومواقعه الاستراتيجية وأمنه وثرواته".
ايرانيا، وحسبما نقل موقع (بي بي سي) عن نيشوا بوغراتي، رئيس تحرير إذاعة فاردا الإيرانية، فان  "(إصطلاح) الخليج الفارسي قضية حساسة للغاية. إنها مسألة ذات أهمية بالغة، مسألة تتعلق بالعزة الوطنية."
ويذكر أنه في السنوات الأخيرة شب نزاع بشأن الاسم وأثير عشرات المرات على مواقع الإنترنت. فخلال العام 2012 لم تضع خدمة الخرائط التي تقدمها غوغل (غوغل ماب) اسما على هذه المنطقة على الإطلاق، وهو ما دفع الإيرانيين إلى تقديم التماس على الانترنت وعلى صفحة موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لجمع الآراء بشأن وصف الخليج.
وتضع غوغل حاليا اصطلاح (الخليج الفارسي) وتضع بين قوسين إلى جانبه عبارة "المعروف أيضا باسم الخليج العربي."
وربما كانت أشد حالات الجدل في عام 2004 عندما أضافت الجمعية الجغرافية الوطنية (ناشيونال جيوغرافيك) إصطلاح "الخليج العربي" كاسم بديل في كتب الخرائط الخاصة بها، وهو ما دفع مدونين إيرانيين إلى استخدام أداة (قنبلة غوغل).
وحسب (بي بي سي) فإن أحدث رد فعل عربي تجاه تسمية الخليج العربي بـ"الفارسي"، كان انسحاب مندوبين من دول عربية من اجتماع لحلف شمال الأطلسي بعد أن استخدمت الجهة المنظمة للاجتماع اصطلاح "الخليج الفارسي".
وقال عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسة بجامعة الإمارات العربية "نفضل استخدام الخليج العربي"، مضيفا أن هذا الاصطلاح شائع ويستخدم في الكتب في شتى أرجاء العالم العربي، حسب (بي بي سي). وأكد أن القضية أصبحت مسيسة إلى حد كبير، مضيفا "إن أرادت إيران إطلاق اسم الخليج الفارسي عليه، فلتفعل. ذلك لن يؤثر، فنحن مرنون."
نقلا عن ((عمّان - الغد ))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق