بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الخميس، 6 ديسمبر 2012

مرشد إيران و رئيسها بين مصيرين بقلم: حسن راضي

كثيرة هي الأزمات الإيرانية التي بدأت تأخذ منحى تصاعديا, أخطرها أزمة الصراع
السياسي التي أنتقلت في السنين الأخيرة من صراع تصفية الأحزاب و التيارات على يد الجناح المتشدد الى صراع داخل الجناح المتشدد ذاته الذي يقوده المرشد الأعلى خامنئي.
تتسارع في هذه الأيام الإقالات و تغير المناصب السياسية و العسكرية و الأمنية المهمة في ايران مما يوحي و بشكل جلي بان يتم التحضير لامرا مهما و خطيرا أو التصدي لمعركة سياسية أو عسكرية مقبلة. و من أهم تلك الإقالات أقالة مدير المكتب السياسي للحرس الثوري الإيراني و إستبداله بشخص يعتبر من أهم معارضي أحمدي نجاد. و الأخرى إقالة اسفنديار مشائي المثير للجدل من قبل أحمدي نجاد و هو كان يشغل منصب مدير مكتبه و مستشاره و تم تعينه رئيسا لمنظمة دول عدم الإنحياز التي ترأسها إيران لهذه الدورة. و تعتبر هذه الخطوة مخططا لترشيح مشائي الى منصب الرئاسة الإيرانية.
و قامت مجموعة المرشد في البرلمان الإيراني بخطوات إستباقية للحيلولة دون ترشيح أسفنديار أو اي شخصا آخرا خارج دائرة المرشد الأعلي خامنئي من خلال تعديل دستور الإنتخابات الرئاسية من قبل البرلمان. و هذا الدستور المعدل يلزم مرشح الإنتخابات الرئاسية ان يكون مؤيدا من قبل مئة رجل من البرلمانيين الايرانيين مما يجعل مهمة اي شخصا خارج دائرة المرشد صعبة للغاية نظرا لوجود الاكثرية الساحقة لموالين خامنئي في البرلمان.
لم يكن يتوقع خامنئي ان أحمدي نجاد سينقلب عليه في نهاية الأمر و يقف بوجه بشكل علني بعد ما كان في الدورة الأولى لرئاسته شخصا مطيعا و منفذا لتعليماته بشكل أعمى, خاصة إن خامنئي كان السبب الرئيس في وصول أحمدي نجاد للسلطة بدعمه المباشر و مواجهته للتيارات و الشخصيات المنافسة لأحمدي نجاد في الانتخابات الماضية مثل كروبي و مير حسين موسوي اللذان يقبعان تحت الإقامة الجبرية بأمر من المرشد. لم تشهد ايران في تاريخ النظام الحالي هذه الظاهرة اي وقوف الرئيس بوجه المرشد و بهذه الطريقة العلنية, مما يوحي بان الرئيس لديه ما يعول عليه في مواجه المرشد رغم التهديدات و التحذيرات المتكررة لاحمدي نجاد و مجموعته المنحرفة كما يسميها مجموعة خامنئي, اي انحرافهم من تعليمات و طاعة المرشد.
 سر قوة أحمدي نجاد تنبع من عدة عوامل و أسباب و هي:
 أولا- عزلة إيران الدولية و الإقليمية و العقوبات الإقتصادية المفروضة على البلاد و التي وضعت النظام على حافة الهاوية و لا يتحمل اي أزمات داخلية , لهذا جعلت المرشد ان يبتعد من الاصطدام المباشر مع أحمدي نجاد خوفا على النظام الذي يمر بفترة صعبة للغاية.
 ثانيا- إمتلاك احمدي نجاد الاف الوثائق الأمنية الخطيرة تتعلق بفضائح و فساد إداري و اخلاقي ترتبط بالدائرة الضيقة للمرشد, حصل عليها الرئيس بعد ما استلم وزارة الاستخبارت لفترة وجيزة بعد اقالته لوزير الاستخبارات حيدر مصلحي التي فجرت الخلاف بين الرئيس و المرشد في العام الماضي. و هدد أحمدي نجاد بنشرها اذا لزم الأمر. و هذا احد اسباب تراجع مسائلة الرئيس في البرلمان و التي انتفت بأمر مباشر و علني من قبل المرشد خامنئي خوفا من نشر اسرار خطيرة هدد احمدي نجاد بكشفها في الاجتماع العاصف الذي جمعه بعدد من البرلمانيين.
ثالثا- معارضة الشارع الإيراني لرأس النظام (خامنئي) و الإلتفاف حول من يعارضه على غرار ما حصل للتيار الإصلاحي (خاتمي) و بعده للحركة الخضراء ( كروبي- مير حسين موسوي).
رابعا- إن أحمدي نجاد أكتسب شعبية لا بأس فيها عند الطبقة الفقيرة بعد ما نفذ خطته الإقتصادية التموينية و توزيع مبالغ (أربع مئة الف ريال شهريا لكل فرد عاطل عن العمل). و هدد احمدي نجاد في أوقات سابقة للجوء الى الشارع لحسم المعركة.
 بعد ما أصبحت الخلافات بين مجموعة الرئيس و المرشد بشكلها العلني و أضحى الصراع و الخلافات على السلطة سيد الموقف, يتحدى كل طرف الآخر بتحقيق أهدافه و طموحه في إنتزاع السلطة. في الوقت الذي أتخذت مجموعة المرشد إجراءات دستورية لسد الطريق أمام مجموعة أحمدي نجاد خاصة بما يتعلق بترشح اسفنديار المحتمل لرئاسة , حذر الكثير من المسؤولين المقربين من المرشد, أحمدي نجاد بمصير بني صدر أول رئيس النظام الإيراني,(الذي هرب من ايران خوفا من إعتقاله بعد ما اختلف مع المرشد حينذاك) خاصة إذا ما حاول أحمدي نجاد نسخ تجربة ميدفيديف- بوتين مع أسفنديار (بوتين و ميدفيديف رئيس و رئيس وزراء روسيا اللذان تبادلا الادوار و المناصب). من جانبه هدد أحمدي نجاد بشكل علني خصومه, خاصة البرلمان الذي يسيطر عليه موالي المرشد بانه لا يمتلك الشرعية القانونية و لا الدستورية للوقوف بوجه الذي أنتخب بشكل مباشر من قبل الشعب و حتى المرشد لم ينتخب بشكل مباشر على حد وصفه.
في ظل الصراع القائم و الذي سيشتد كل ما اقتربت ساعة الحسم في الإنتخابات الرئاسية المقبلة, يتسائل المرء اي مصير ينتظر المرشد و الرئيس الايراني؟ بكلام أوضح هل مصير بوتين ينتظر أحمدي نجاد أو مصير بني صدر؟
 إذا كانت الأشهر المقبلة ستجيب على هذا السؤال, فبالتأكيد مصير المرشد أصبح واضحا و هو فلول هيبته و قدرته المطلقة بعد ما إستطاع أحمدي نجاد تحديه بشكل علني و ارغمه على سحب مسائلته في البرلمان. و من الواضح ايضا إن النظام الإيراني يتجه نحو المزيد من الاستبداد في حال حسم الصراع لصالح أحمدي نجاد أو المرشد على حد سواء حيث سيفرز سيطرة اي طرف نتائج ديكتاتورية مقرونة بالقمع الشديد و البطش الرهيب لتكريس الواقع الجديد بعد حسم المعركة و التي سوف لا تقتصر على الصراع السياسي و نتائج صناديق الاقتراع.
Ahwazi5@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق