ضروس تدور في أعماقي حول الاوضاع الراهنة للأمة العربية ، و تكاثر
التيّارات السياسية التي خلطت الاوراق علي الانسان العربي البسيط و ما تبقي
من الانسان العربي الأحوازي ، رأيت أن أكتب هذه السطور ، علي أمل توضيح
بعض النقاط لإخوتي الاحوازيين .
بعد
تسعون عاما من احتلال وطننا ، و حوالي أربعون عاما من احتلال الجزر
الاماراتية ، و مضي ما يقارب العشرة أعوام علي الاحتلال الفارسي الغير
مباشر للعراق ، و بعد مضي ما يقارب العامين منذ بدء المجازر التي ترتكب علي
يد عميل الملالي في سوريا ، استيقظ الحكام العرب فجأة و قرروا و بكل براءة
و بدافع العروبة و النخوة الانسانية ، أن يضغطوا علي نظام طهران !
قد
يبدو الكلام كوميدياً بالنسبة لبعض القراّء ، الا انني اؤكد لكم بأن
تعابير وجهي أثناء كتابة ما سلف ، هي مزيج بين تجهّم وجه مقتدي الصدر و
القلق المرتسم علي وجه بان كي مون.
الدول
العربية و الخليجية خصوصا و بمقوماتها الاقتصادية المدعومة بالصناعة
النفطية و ميزانياتها العسكرية و الاستخباراتية و أيضاً تحالفاتها مع القوي
الاقليمية و الدولية ، لو أرادت الاطاحة بالنظام الايراني ، لما أخذ منها
الأمر أكثر من اسبوع واحد ، في ظل ما تشهده الحكومة الايرانية و الشعوب
المحتلة ضمن ما يسمي بايران ، من أزمات اقتصادية و اجتماعية و سياسية .
بل انها لو أرادت فقط اشغال النظام الايراني بنفسه و منعه من التدخل في الشؤون العربية ، لأخذ الأمر منها أقل من يومً واحد .
نحن
الأحوازيين خصوصاً و العرب عموماً، نعطي للنظام الايراني أكثر من ما يستحق
، و نصوّره علي انّه خطر مهوّل قادر علي ابتلاع الامة العربية من المحيط
الي الخليج ، و لا اعني بهذا الكلام اي انتقاصٍ للخطر الايراني الفعلي الا
انني اراه معدوماً اذا ما تمّت مواجهته بيدٍ من حديد من قبل الحكام العرب.
بيد
ان بعض الحكام ، مشغولون بصنع شماعة جديدة يعلّقون عليها خيباتهم
المتتالية بعد أن قضوا كلّ هذه السنين ، يخوّفون الشعوب تارة باسرائيل ، و
تارة بالسوفييت و تارة بالأمريكان ! و لا يتوانون باستخدام اي ورقة تشتت
انتباه المواطن العربي المتطلّع الي الحرية التي كفلها له دينه منذ ١٤٠٠
سنة أو الممارسة الديموقراطية التي كفلتها له الشرائع الدولية الحديثة.
اكتب ما اكتب و كلّي خوف أن تصبح قضيّة شعبي هي الاخري كبش فداء يتّخذه
الزعماء العرب من أجل اطالة أمد بقائهم علي كرسي الحكم ، خصوصاً و انني و
منذ ولدت ، ما رأيت من مواقفهم تجاه شعبنا الأحوازي الا ما يدني له الجبين ،
فناهيك عن حذف تاريخ الاحواز من معظم مناهجهم التعليمية و سكوتهم طوال هذه
السنين عما يحصل لشعبنا الأحوازي ، و تسليم المناضلين للسلطات الايرانية
ليلاقوا حتفهم ، و الاغتيالات الّتي تمّت لنشطاء سياسيين تحت اشراف بعض
الحكومات المتعاونة مع ايران ، و عدم سماحهم لأي نشاطات تنظيمية أو حزبية
للناشطين الاحوازيين في دولهم ، وصل الأمر ببعض الحكومات الي معاملة
الايرانيين الفرس معاملة أفضل من المعاملة التي يتلاقاها المواطن الأحوازي
الباحث عن لقمة العيش ، و منح الجنسيّات الخليجية للفرس علي حساب
الأحوازيين !
بعد
كل هذه السنين ، و كل هذه الممارسات من قبل هذه الحكومات ، يحق لي أن
أتسائل عمّا يدور ببال بعض الحكومات العربية، و عما اذا كان المقصد من وراء
بوادر التصعيد ، هو العداء لايران فقط ، أم دعما للشعب الاحوازي و الشعوب
المحتلة ضمن ما يسمي بايران ، ام أجندة خاصة تصب في مصلحة هؤلاء القوم فقط
وان كانت كذلك فهي حرب علي الرغم من كونها تصب في مصلحتنا الا ان لا ناقة
لنا فيها و لا جمل ، و اننا لا نتعدي كوننا كبش فداء من أجل ضمان مصالح دول
او اشخاص ، كانت لبعضهم اليد في ما ارتكب بحق شعبنا .
كتبت
هذه السطور و كلي مني بأن أكون علي خطأ و ان النخوة العربية قد عادت من
جديد للحكام العرب في ظل الثورة السورية و بوادر الثورة العراقية و ان يكون
الغرض من هذا التصعيد في الخطاب الخليجي-العربي ضد الحكومة الايرانية ، هو
مصلحة الشعوب المحتلة و المضطهدة من قبل نظام الملالي.
احمد زرقاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق