تقرير: المركز الأحوازي للإعلام و الدراسات الإستراتيجية
منذ
ما يقارب تسعة عقود من الزمن و بعد ما تم فرض السيطرة الكاملة على الشعوب
غير الفارسية المجاورة لدولة فارس حينذاك و إسقاط سيادتها بقوة العسكر,
حاولت السلطة بكل الطرق الأمنية و العسكرية و الإعلامية و الثقافية أن تطمس
ثقافة و هوية تلك الشعوب التي تشكل أكثر من 72% من خارطة ايران السياسية.
لكن مقاومة تلك الشعوب و الدفاع المستميت عن هويتها و ثقافتها و تمسكها
بحقوقها القومية و نضالها من أجل حقها في تقرير مصيرها, قد أفشلت كل تلك
المحاولات الرامية إلى جعل ايران بلد ذو ثقافة و لغة واحدة و هي الفارسية. و
رفضت السلطات الإيرانية في الفترات السابقة من ذكر وجود قوميات في خارطها
السياسية و على هذا الاساس همشت بشكل كامل حقوقهم السياسية و الثقافية.
اليوم
و بعد مرور ما يقارب 90 عاما من عمر الدولة الإيرانية الحديثة التي تأسست
على يد رضا شاه البهلوي في بداية العشرينات من القرن الماضي و بعد مرور 33
عاما على عمر النظام الحالي و في ظل الوضع السياسي و الإقتصادي المتأزم في
إيران نتيجة للعقوبات الإقتصادية و العزلة السياسية الذي يمر بها النظام من
قبل المجتمع الدولي و هروبا من مشاكلها الداخلية التي تنذر ليس بسقوط
النظام فحسب بل بتفكك الدولة الإيرانية, إقترحت ايران ان تقيم نظاما
فدراليا إقتصاديا.
و
جاء هذا الإقتراح على لسان محسن رضائي الأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة
النظام و هو يعتبر أعلى مؤسسة في ايران حيث من صلاحياتها حل المشكلات
المعقدة في البلد و الاشراف على عمل المرشد و القائد الأعلى للثورة
الايرانية المتمثل اليوم بعلي خامنئي. و يتمكن المجلس من عزل المرشد حسب
مادة 11 و استنادا إلى المادتين 115 و 119 من الدستور الإيراني. و تحدث
محسن رضائي على ضرورة قيام نظام فدرالي إقتصادي في ايران من أجل أن تتخطى
ايران مشاكلها الإقتصادية و تنجز التطور السريع وتحقق الطفرة الإقتصادية
المطلوبة للبلد, مثل ما حصلت لكثير من بلدان العالم مثل تركيا و الصين و
كوريا و دول أسيا الجنوبية.
و
يعتقد أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام بإن هذه الطفرة لن تتحقق من خلال
تعديل النظام الإقتصادي فحسب, بل البلد بحاجة إلى تغيير و تعديل الدوائر
الديبلوماسية و الثقافية و برمجة الإقتصاد في إطار عملي يسمى "نظام فدرالي
إقتصادي".
شرح
محسن رضائي أمين عام مجلس تشحيص مصلحة النظام هذه الأفكار و المقترحات لحل
المشاكل العالقة في ايران في حفل إزاحة الستار عن كتابه المعنون "
فدراليسم إقتصادي" الذي أقيم في معرض الكتاب الدولي بطهران مساء يوم السبت
الماضي و بحضور عدد الشخصيات و المسؤولين الإيرانيين بما فيهم وزير الثقافة
والإرشاد الإسلامي في إيران.
جذور الفدرالية في ايران و تدريس لغة القوميات
أشارة
أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام إلى تاريخ الفدرالية في إيران الذي يمتد
إلى الفين عام, حيث كانت البلد تدار بنظام فدرالي قبل مجيئ رضا شاه و الذي
أسس نظاما مركزيا حفاظا على الأمن القومي الإيراني و وحدة اللغة و الثقافة
في البلد. و في الوقت الحاضر تتخذ و تصدر القرارات من طهران و تعمم على
المحافظات في حين إن كل منطقة لها مميزاتها الخاصة.
و
في تطور نوعي لأعلى هيئة سياسية في البلاد و ردا على سؤال أحد الحضور في
الحفل, حول لغة القوميات, أعترف رضائي بحق القوميات بتعلم لغتهم المحلية في
المرحلة الإعداية و الجامعات. و قال رضائي تبقى اللغة الفارسية هي اللغة
الرسمية و الوطنية لإيران و هذا لا يتعارض مع تعلم اللغة المحلية للقوميات.
و دافع رضائي عن فكرة الفدرالية , قائلا إن النظام الفدرالي ينظر الى كل
المحافظات و المناطق في ايران بنظرة متساوية. و لتحقيق هذا الامر يجب
الإعتراف بخصوصية كل منطقة و تنفيذ خطة ذكية و هادفة تسعى إلى تطوير تلك
المناطق.
ACMSS
13-05-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق