بقلم :د.طارق عبد الحليم
وزيارة رئيس الكيان الصفوى الرافضى أحمدى نجاد للبنان ليست بدعاً من هذا التمهيد. ومُسلْسل الدور الصَفَوىّ الذي بدأت تتضِحُ مَعَالِمُه مع الغّزو الصَليبيّ للعراقِ، الذي رُسِمت خُططه بالتعاون مع الروافِض الصَفوية، يتفق في كَثير من تفاصيله مع الخُطط الصليبية الصهيونية لإعادة رَسم المنطقة العربية. فتقسيم الدول العربية هدفٌ مشترك، إذ يسمحُ لكليهما بالسيطرة والغزو، وإن كان الغزو الصليبي الصهيونيّ غرضه الثروة العربية، فإن الغزو الصفويّ هدفُه تدميرُ العقيدةِ السنّية وتحويلّ أكثر أهلها إلى العقيدة الرافضية الصفوية، أو على الأقل، إعادة بناء الإميراطورية الصفوية للسَيطرة على المنطقة من إيران إلى لبنان، مرورا بالعراق وتآمراً مع سوريا العلوية.
إلا إن خُطط الرافضة تلتقي مع خطط الصهاينة والصليبيين، لكنها تختلفُ معهم حين تتخطى حدودَ الدولة المجوسية إلى أحلام الإمبراطورية الصفوية الجديدة. فإسرائيل تتفق مع الروافض وتتعاون معهم لتقسيم ودحرِ الدول العربية مجتمعة، لكنها تختلف معها فيما تسعى اليه من سيطرة على المنطقة بكاملها تحت لواء صفويّ واحد.
ومن ثمّ يمكن أن نتفهم المواقف المختلفة التي نراها في سياسات الروافض، يتعاونون مع الصليبية والصهيونية لدحر العراق وأفغانستان وتدميرهما، ثم يَتلاوما ويتشاتما في أمور السلاح النووى الإيرانيّ وأحلام التوسع الإقليميّ. من هنا فإن زيارة نجاد للبنان يجب أن يُنظر إليها في ضَوء المخطّط الصَفَوى، إذ إن هذه الزيارة تقرَعُ ناقوس الخطر وتدُق طُبول الحرب التي أعلنتها الرافضة المجوس على الدول العربية التي تقطنها غالبية سنيّة، بدءاً بالبحرين والإمارات، إلى السعودية ومصر.
ولبنان محطة من أهمها لأسباب عديدة، أولها أن بها نسبة غير قليلة من الرافضة، وحزب اللات الرافضيّ بقيادة حسن نصر الله. الزيارة لا علاقة لها بتهديد إسرائيل لا من قريب ولا من بعيد، بل هي دعمٌ واضح لحسن نصر الله، وتحذير للقوى السنيّة في لبنان أنْ إحذروا فإن الرافضة قادمون لتولى الحكم.
والروافض معروفون في تاريخهم الأسود بالكذب، كما قال الإمام مالك رضى الله عنه، فهم يلوّحون بمساعدة حماس والوقوف بجانبها، تهديداَ لإسرائيل من ناحية، ولمصر من ناحية أخرى، والرسالة واضحة، أنْ نحنُ نقف مع حماس إعلامياً إلى أن نتفق مع الصهاينة والصليبيين على مدى التوسع الرافضيّ، ثم ننفض منهم اليد ونتركهم نهبة لمن أراد. وهم يلقون بكلابهم تنبَحُ على قدرِ الصحابة وعِرض أم المؤمنين، ليروا ردّ الفعل السنيّ، ثم يخرج رأسهم بفتوى هي من التقية والكذب، والله يعلم أن مذهبهم تكفير الصحابة وأمهات المؤمنين، وتأليه علي رضى الله عنه، ومن ثمّ إعادة الدين المجوسيّ الذي يؤلّه البشر كما ألهتهم أبناء يونان وانتقل هذا التأليه إلى الرومان ثم إلى الديانة النصرانية المحرّفة.
الصورةُ عاريةٌ متكشفةٌ، لا خفاء فيها، وليس فيها محلٌ للتنبوء بما وراءها، فالمخطط الرافضي لغزو الدول العربية التي تقطنها غالبية سنيّة غزواً رافضياً، من الداخل أمرٌ مؤكدٌ يراه كلّ من بلغ الفطام، إلا من حكام الدول العربية التي تقطنها غالبية سنيّة! فهم من ناحية يريدون الحفاظ على علاقات "طيبة" بالرافضة حتى لا تسبب لهم مشاكل داخلية تهدد كراسيهم وعروشهم، ومن ناحية أخرى يتخوفون من أنّ الروافض يبيّتون لهم ما لا يحبون من ثورات داخلية تزيلهم وتقيم حكم ملالي الرافضة مكانهم، ولا خيار أمامهم إلا أن يستعينوا بشعوبهم المقهورة، ويعلنوا الوقوف في وجه التمدد الثلاثيّ الصهيونيّ الصليبيّ الصفويّ، وهم لا يدركون أنهم بدون ذلك، ومهما وصلت درجة التنازلات التي يقدمونها للعدو الثلاثسّ، خوفاً وطمعاً، فلن ترضى عنهم الأسياد، ولكن:
لقد نَاديتَ إذ أسْمعتَ حيّا ولكنْ لا حَياة لِمن تُنادى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق