بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

السبت، 12 مايو 2012

حتى في أذربيجان... الخليج عربي!


ماتردد اخيرا من شعارات وهتافات تؤكد عروبة الخليج العربي في أحد ملاعب مدينة تبريز عاصمة أذربيجان الإيرانية لم يكن نتيجة لتظاهرة قام بها العرب في إيران, أونظمها أحد الأحزاب القومية العربية! بل كانت حملة تلقائية قصدت بها الجماهير الآذرية المتبرمة من حكم الفئة الباغية العنصرية في طهران استثارة السلطة والنيل منها, وتحقيرها, بسبب مواقفها العنصرية من قضايا الشعوب التحررية القومية, وشعار »الخليج عربي« يبدو أن له فعل السحر في إستحضار سخط وغضب النظام الإيراني المحتل الغاشم للأرض العربية في الأحواز والجزر العربية الإماراتية الثلاث والتي يعتبرها النظام قدس الأقداس ويهدد بتدمير دول الخليج العربي إن هي تجرأت وطالبت باستعادة الحق العربي المغتصب.
 لقد فضحت جماهير أذربيجان المناضلة كذب ودجل وعدوانية النظام الإيراني المتسربل بلباس الدين والعقيدة والمغلف بأسوأ أنواع العنصرية الشوهاء التي تميز العقلية الصفوية الحاكمة في طهران والتي تتلاعب بملفات فتنة كبيرة في الشرق القديم رغم أن بيتها الداخلي ذاته أو هي من بيت العنكبوت, ولكن لماذا اختار الشعب الآذري الهتاف بعروبة الخليج في محفل رياضي وبمناسبة لاعلاقة لها بالسياسة من قريب أو بعيد? والجواب على هذا التساؤل يقتضي التأكيد من خلاله على إحساس القوميات غير الفارسية في إيران بكونها تعاني من وطأة معاملة عنصرية واضحة ارتسمت معالمها الميدانية من خلال الضغط الإرهابي الكبير الذي يمارسه النظام الإيراني على الشعب العربي في الأحواز الذي يقود ثورة هي الأهم والأكثر ستراتيجية في ساحة الشرق بأسره  لإن إنتصار الثورة الأحوازية معناه في النهاية قطعا تاما ومباشرا لرأس الأفعى الصفوية وتكريسا نهائيا ومطلقا لأمن وعروبة الخليج, وإنحسارا كبيرا وشاملا للعصابات الصفوية ولمشاريعها العدوانية والتقسيمية وأفكارها التحريفية, ولابد أن نعلم بأن الوقت قد حان لتشديد الأواصر الكفاحية والميدانية بين حركات التحرر الوطني للشعوب غير الفارسية المحتلة من قبل العصابة الصفوية الحاكمة, فقوة الشعوب أقوى من كل أفواج القمع وفيالق الغدر ووحدة النضال الآذري, والكردي, والعربي, والبلوشي في إيران كل هذا كفيل بتحقيق تطلعات تلك الشعوب بمستقبل آمن والعيش بسلام والتمتع بثروات تلك الأقاليم بعيدا عن عبث العابثين والمخربين, ولا شيء يزعج الفئة الباغية في طهران أكثر من عروبة الخليج العربي والتي أطارت عقول مخططي الستراتيجية الإيرانية وجعلتهم يحاربون العالم بسيوف خشبية من أجل منع تلك التسمية او تكريسها رغم أن حقائق التاريخ ووقائع الجغرافية تؤكدان تلك الحقيقة الخالدة, إلا أن للعنصريين الفاشست رؤيتهم الكريهة التي لا تشاطرهم إياها الشعوب الإيرانية غير الفارسية الخاضعة للاحتلال.
 لاشك إن مرحلة جديدة من مراحل الصراع والكفاح الوطني للقوميات غير الفارسية في إيران قد تم تدشينها والإقرار بحقائقها الميدانية, فعلو قدم الثورة الأحوازية, وإصرار الشعب العربي في الأحواز المحتلة على تحقيق مطلبه التاريخي في التحرر والانعتاق من حكم العصابة الإستيطانية وتشديد مرتكزات الوحدة الوطنية الأحوازية, والعمل على تكريس الأواصر الكفاحية مع المحيط العربي المجاور جميعها عوامل متغيرة  تفيد جميع الشعوب الحرة العاملة من أجل الانعتاق, بعد أن كشفت الأيام والأحداث عمق العنصرية والكراهية التي تميز سلوكيات النظام الإيراني المتغطرس.
 صحوة الشعوب غير الفارسية في إيران عامل خير مباشر للأمن والسلام الإقليمي والمطلوب توفر الإرادة السياسية لتفعيل ملف القوميات في إيران والتضامن بين حركات التحرر عبر جبهة كفاحية تمارس التنسيق في الميادين الإعلامية والسياسية, وحتى العسكرية, من أجل إفهام من لا يفهم بأن الظلم مرتعه وخيم. وبأن الشعوب المضطهدة قد تصبر ولكنها لن تسكت عن الضيم والإذلال.
 في عروبة الخليج السم الزعاف الذي سيستشري في أوصال العنصريين القتلة, فحيا الله جماهير أذربيجان الحرة التي هي على موعد مقدس مع تاريخ الحرية لشعوب الشرق, وسيبقى الخليج عربي الوجه واليد واللسان والعطاء رغم أنوف الحاقدين الطويلة.
* كاتب عراقي
                   dawoodalbasri@hotmail.com
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق