بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــواز​ي

الأربعاء، 2 مايو 2012

إيران تهدد بقطع العلاقات مع دول الخليج إذا اتخذت مواقف «غير مدروسة»

صورة أرشيفية لإحدى طائرات (إف 22) التي نشرتها أمريكا في الإمارات (ا ف ب)


  




طهران – الوكالات: حذرت إيران المسؤولين الإماراتيين من اطلاق مواقف «غير مدروسة» ضدها لأنها قد تؤدي الى أن يتخذ نواب مجلس الشورى الإيراني قراراً بإعادة النظر في العلاقات بين البلدين.
وتمر العلاقات الإيرانية – الإماراتية بحالة من التوتر بعد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى جزيرة أبو موسى وهي واحدة من 3 جزر إماراتية متنازع عليها بين البلدين.
ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن الناطق باسم الخاجية الإيرانية رامين مهمانبرست قوله بمؤتمره الصحافي الأسبوعي الثلاثاء، رداً على سؤال بهذا الشأن، إنه «اذا طرحت في بعض التصريحات مزاعم ومواضيع غير مدروسة.. فإننا ننصحهم جدياً بالامتناع عنها».
وقال إن نواب البرلمان الإيراني «قد يتخذون قرارات بشأن التعاون مع بعض الدول بحال استمرار المواقف الصليفة».
وأضاف «ننصح بعدم القيام بما قد يمس بعلاقات هذه الدول مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذا الأمر موجه الى مسؤولي بعض دول المنطقة».

نشر مقاتلات

وانتقد نشر طائرات مقاتلة من طراز «إف-22» مزودة بتكنولوجيا عالية في الإمارات، معتبرة ان ذلك «يعرض أمن المنطقة للخطر».
وقال «لا نؤيد أبداً وجود قوات أجنبية في المنطقة. لا ننصح بلدان المنطقة بأن تقدم دعماً لوجودها».
واعتبر ان «على البلدان الإقليمية الاستعانة بالتعاون الجماعي لتوفير أمنها».
واضاف ان «السعي للحصول على دعم بلدان اجنبية او تجهيزاتها من شأنه ليس فقط عدم توفير أمنها، لكنه يعرض للخطر أيضاً أمن المنطقة».
وتردد هذه التصريحات صدى انتقادات عبر عنه وزير الدفاع أحمد وحيد الذي قال، كما جاء في تصريحات بثتها شبكة العالم الرسمية الناطقة بالعربية، إن «عمليات انتشار من هذا النوع هي مؤذية وغير مجدية في آن. وهدفها نفسي بالدرجة الأولى وترمي الى بث شعور بعدم الأمان في المنطقة».
وأعلن مسؤولون أمريكيون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم الاثنين ان الولايات المتحدة نشرت عدداً غير محدد من مقاتلات «إف-22» في قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات على خلفية التوتر بين إيران وجيرانها المتحالفين مع واشنطن.
وأكدت متحدثة باسم سلاح الجو الأمريكي عملية الانتشار هذه. ووصفها المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بأنها «طبيعية تماماً» لكونها تندرج في اطار إعادة تموضع القوات الأمريكية في المنطقة بعد انسحاب الجنود الأمريكيين من العراق.
ويأتي نشر هذه الطائرات، الأكثر تطوراً في سلاح الجو الأمريكي، على وقع تصاعد التوتر بين الإمارات وإيران بعد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في 11 ابريل الى جزيرة ابو موسى، احدى الجزر الثلاث في الخليج المتنازع عليها بين البلدين. ووقفت واشنطن الى جانب الإمارات في هذه المسألة.
وتحض واشنطن حلفاءها أيضاً على ممارسة ضغوط على طهران في موضوع برنامجها النووي المثير للخلاف، الذي ستتمحور حوله مفاوضات من المقرر أن تجرى دورتها الأولى في 23 مايو في بغداد.
وفي ديسمبر، أعلنت الولايات المتحدة عن بيع أسلحة تضم رادارات وبطاريات صواريخ دفاعية الى الإمارات بـ3.48 مليارات دولار.
وتنتشر حاملتا طائرات أمريكيتان في الوقت الراهن في الخليج مع السفن التي تواكبها.

باراك

وفي القدس استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك ان تفضي المحادثات بين إيران والدول الكبرى الست الى تسوية الأزمة بشأن برنامج طهران النووي.
وقال باراك خلال اجتماع لجمعية الصحافة الأجنبية إن «محادثات مجموعة 1+5 مع إيران لا توحي لي بالثقة».
وتعتزم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) اضافة الى ألمانيا عقد جولة جديدة من المحادثات مع طهران في 23 مايو في بغداد بعد جولة سابقة جرت في 14 ابريل في اسطنبول.
وقال باراك «قد أبدو متشائماً، لكن دولة إسرائيل لا يمكن ان تسمح لنفسها بان يتم خداعها.. آمل أن أكون مخطئاً، لكن من واجبي تجاه الإسرائيليين بصفتي وزيراً للدفاع ألا أتجاهل المخاطر».
وباراك الذي يعتبر مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مؤيداً لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، شكك مراراً حتى الآن في فاعلية العقوبات الدولية المفروضة على طهران لحضها على وقف نشاطاتها النووية المثيرة للجدل.
على صعيد أخر قالت إيران إنها قد ترد على قرار كندا إغلاق قسم التأشيرات في سفارتها في طهران الذي يستخدمه آلاف الإيرانيين، باتخاذ «إجراء مماثل».
وصرح رامين مهمانبرست المتحدث باسم وزارة الخارجية للصحافيين في مؤتمره الصحافي الأسبوعي «لقد قالوا (الكنديون) إن قرارهم استند الى إجراءات بخفض التكاليف.. ولكننا سنرد على اي عمل يتسبب في متاعب لمواطنينا».
واضاف «اذا اتخذت اي جهة إجراء يضر بمصالحنا القومية، فإننا سنرد على ذلك بعمل مماثل».
وأعلنت السفارة الكندية الأحد عبر موقعها الالكتروني الرسمي انها أغلقت قسم إصدار التأشيرات في اطار جهودها لجعل عملها «أكثر فعالية وكفاءة».
وقالت إنه تم تحويل جميع خدمات منح التأشيرات الى السفارة الكندية في العاصمة التركية انقرة.
وأثارت هذه الخطوة غضب العديد من الإيرانيين الذين كانوا يعتزمون التقدم بطلب للحصول على تأشيرة سياحة او هجرة، حيث أعرب العديد منهم عن استيائه من هذه الخطوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

============


نيويورك تايمز

لماذا تؤكد إيران سيطرتها على جزيرة أبو موسى؟

بقلم – توماس إردبرنك:

تنطوي مسائل الأراضي الإقليمية على حساسية بالغة عند الإيرانيين الذين رأوا حدود بلادهم تتقلص خلال السنوات الـ200 الماضية نتيجة للحروب وللاتفاقيات غير الملائمة التي وقّع عليها حكامها الفاسدون.
لذا عندما جددت دولة الإمارات العربية المتحدة مطالبتها بجزيرة أبو موسى الصغيرة، الواقعة في الخليج، لمست بذلك عصباً حساساً لدى الإيرانيين.
الدليل على ذلك أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي لا يتمتع عادة بالشعبية في أوساط أبناء الطبقة الوسطى في المدن، حظي بتأييد نادر حتى في المناطق التي لا تحبه في خلافه مع جيران إيران في الخليج الذي تأجج بزيارته المفاجئة للجزيرة الشهر الماضي.
كما اندفع سياسيون إيرانيون آخرون لتبني موقف إيران من الجزيرة لإدراكهم ما لذلك من تأثير مفيد لهم على الصعيد الداخلي في إيران.
بل وقام وفد برلماني إيراني بزيارة دعائية لجزيرة أبو موسى يوم الأحد الماضي بمناسبة يوم الخليج «الفارسي» الوطني، الذي هو حدث لا يحظى عادة باحتفال كبير مما سيزيد بالطبع حدة الخلاف حول هذه المسألة.
والحقيقة أن النزاع حول هذه الجزيرة التي لا تزيد مساحتها على أربعة أميال مربعة من الرمال ويسكنها حوالي 2000 نسمة، يثير لدى الإيرانيين مشاعر وطنية قوية في وقت يعيشون فيه أجواء عامة من اليأس نتيجة لتأثير العقوبات الاقتصادية المدمرة وإحساساً بعزلة دولية لا سابق لها من قبل.
غير أن مسألة جزيرة أبو موسى تتماثل الى حد ما مع مشكلة برنامج إيران النووي التي تلهب الشعور الوطني هي الأخرى في إيران.
تقول سمية الحداد، وهي ربة منزل في طهران لا تتفق عادة مع آراء أحمدي نجاد: نحن الإيرانيون نتشاجر ونختلف دائماً مثل زوج وزوجة في حالة طلاق، لكن عندما يحاول طرف آخر انتزاع طفلنا نتّحد معاً ونواجه الخطر.

أهمية إضافية

بالمقابل، كان لابد أن تثير زيارة أحمدي نجاد للجزيرة ردود فعل غاضبة لدى الدول العربية الواقعة على الساحل الغربي للخليج، فقد أكدت هذه الدول ان إيران مجرد قوة محتلة تسيطر على جزر عربية في الخليج.
بالطبع كان التوتر عالياً دوماً في هذه المنطقة، لكن مع سعي إيران للعب دور إقليمي مهيمن، وشراء المملكة العربية السعودية والإمارات في الآونة الأخيرة أسلحة متقدمة بأكثر من 100 مليار دولار أمريكي، كان لابد للنزاع حول جزيرة أبو موسى أن يتخذ أهمية إضافية أكبر.
فمن المعروف أن مذكرة التفاهم الموقعة بين إيران وإمارة الشارقة عام 1971، تقضي بتقسيم الجزيرة ومواردها بين الطرفين.. والواقع أنها بموافقتها على هذه المذكرة حالت الشارقة دون غزو إيران لهذه الجزيرة بعد أن كانت قد سيطرت قبل يومين على جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى الأصغر حجماً من أبو موسى.
وعلى الرغم من هذا، دافعت إيران عن أعمالها هذه بالزعم أن الجزر الثلاث كانت إيرانية قبل أن تحتلها بريطانيا عام 1908، إلا أن الإمارات ترد على هذا بالقول إن معظم سكان جزيرة أبو موسى هم منذ قرون من العرب. لكن عندما نقلت الإمارات هذا النزاع الى مجلس الأمن الدولي عام 1980، رفض المجلس الشكوى الإماراتية.
من ناحية أخرى، يلاحظ محلل إيراني متعاطف مع الحكومة أن مسألة ملكية هذه الجزيرة طفت الآن على سطح الأحداث كجزء من حملة غربية للضغط على إيران في مسألة برنامجها النووي التي تقول طهران إنه سلمي، ويشتبه الغرب بأنه غطاء لتطوير أسلحة نووية.

رسالة

يقول هذا المحلل الذي يُدعى سعد الله زاري، ويعمل في صحيفة «كايهان» ذات الخط المتشدد: لا تعمل الإمارات بمفردها في هذه المسألة بل هناك قوى غربية أكبر وراءها. وأعتقد أن الغرب يحاول زيادة الضغط على طهران الآن قبل عقد الجولة الثانية من المحادثات النووية بين إيران والقوى الغربية في الـ23 من مايو.
ويضيف زاري قائلاً: بزيادة التوتر بالخليج، تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها توجيه رسالة لإيران مفادها: تراجعوا أو واجهوا الضغط على جبهات أخرى.
على أي حال، بصرف النظر عن السبب الكامن وراء ظهور المطالب المنادية بملكية أبو موسى، يتفق الكثير من المحللين في إيران على أن النفسية الإيرانية الجماعية يمكن أن يجرحها أي تهديد يتعلق بسلامة الأراضي الإقليمية الإيرانية مهما كان صغيراً.
فالتاريخ لم يبتسم لإيران التي فقدت في الماضي بلوجستان، أفغانستان، البحرين وأجزاء أخرى من أراضيها نتيجة لحروبها مع روسيا، وقيام حكام إيران المتعاقبين ببيع أراضي الدولة من خلال صفقات غير ملائمة بدرجة كبيرة.
فبعد إشارته الى غزو الاتحاد السوفييتي وبريطانيا لإيران خلال الحرب العالمية الثانية، يقول الصحافي الإيراني المتقاعد محمد إسماعيل الحيدري: خلال الـ200 سنة الماضية تم انتزاع أجزاء من أراضينا مرة بعد أخرى، وليس بالإمكان نسيان مثل هذه الأشياء سريعاً. لذا نحن لا نريد الآن خسارة المزيد من الأراضي، وكل ما يهمنا اليوم هو أن تبقى جزيرة أبو موسى إيرانية.

تعريب نبيل زلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق