لن
يتحرر اي شعب في العالم من رجس الإحتلال و جرائمه الإ و ان اتخذ خطوات
عملية و رسم لنفسه نهجا عمليا يتحرك بايمان ثابت دون ان يهمل القضايا
الكبيرة و الصغيرة في النهج المرسوم له. و لن ينجح الاحتلال الا من خلال
فرض سيطرته العسكرية و الامنية و الثقافية على الشعب المحتَل. حيث الاحتلال
لم ينتهي بالسيطرة العسكرية فحسب بل تتبعها خطوات اهمها تغير النهج و
السلوك و معتقدات ذلك الشعب و يجعله ممسوخا و بالتالي تبعا لما يخطط له في
عدة ميادين.
التبعية
و عدمها للإحتلال من قبل الشعوب المقهور على أمرها, هي الفيصل الرئيس في
حسم المعركة, عندما ينجح العدو من إفراغ الشعب من معتقداته وما يسلكه من
حياة و عادات وتقاليد و ثقافة التي تميزه عن الاحتلال, فعندها تصبح عملية
التحرير و التخلص من الاحتلال شبه مستحيلة ان لم نقول مستحيلة.
اذن
الشعب الاحوازي بما انه يرزح تحت نير الاحتلال الفارسي الغاشم الذي أستخدم
كل ادوات الخبث و طرق الارهاب بحقه, أصبح طريقه كحال الشعوب المماثلة,
طريق وعرا و ليس مفروشا بالورود حتى يقاوم بالورود. و يجب علينا نحن
كاحوازيين ان نقاوم الإحتلال الفارسي بكل الطرق و الادوات كما هو يواجهنا
فيها و يفرض سيطرته و احتلاله علينا. أول تلك الطرق مقاطعة العدو و مقاطعة
سياساته و ثقافته و تقاليده خاصة اذا كانت تتعارض مع ثقافتنا و تقاليدنا و
معتقداتنا. و من هنا تأتي أهمية التركيز على الخلافات و الفوارق و ليس على
المشتركات ان وجدت مع الاحتلال اصلا. معركتنا نحن الاحوازيون لا تختصر على
النظام الايراني و في ميادين السياسية و العسكرية فحسب بل معركتنا هي مع
ثقافة الاحتلال و تقاليده, مع تاريخه و حاضره و مستقبله.
لا
تختصر معركة تحرير الأحواز على السياسيين او المنتمين للمنظمات السياسية
الاحوازية, بل هي معركة كل الشعب الاحوازي بكل أطيافه و توجهاته و اقسامه
لا بل هي معركة الامة المصيرية كلها بوجه الدولة الفارسية المارقة و التي
تريد بممارساتها اليومية ان تجعل جميع الدول العربية احواز ثانية و ثالثة
و...
البعض
يعتقد ان الثقافة و التقاليد الفارسية و التعايش معها و عدم مقاطعتها ليس
لها علاقة بعملية تحرير الأحواز, حيث يعتقد ان معركتنا تختصر على النظام
وحده و ان الشعب الفارسي ليس له ذنبا بما حصل و يحصل لنا من قمع و حرمان.
كأنما هذه الدولة و نظامها الذي يحكم بالنار و الحديد على شعبنا هو جاء من
المريخ و ليس فارسيا حاقدا. و كأنما النظام الفارسي لا يمثل و لا يطبق
العقلية الفارسية المشبعة بالحقد و الكراهية بحق الشعب الاحوازي. ان صح ما
يدعي به البعض بان الشعب الفارسي ليس له ذنب و علاقة بما حصل و يحصل لنا,
فعليه ان يرينا شخصا فارسيا واحدا أعترض و احتج على الاحتلال الفارسي
للأحواز و ممارساته و لا اريد اقول يرينا حزبا واحدا.
اذا
يريد احدا ان يخدع نفسه و يبحث عن المشتركات بين الشعب الاحوازي و الفارسي
من مزابل التاريخ الموجودة في عقليته الممسوخة بالثقافة الفارسية و من
تصوراته المهزومة, و يحاول ان يتقرب بها للشعب الفارسي و منظماته الحاقدة,
لمصالح شخصية, فليعلم بان الشعب الأحوازي أوعى مما يتصور. و كل ما حاول
البعض من كتابة بعض الأوهام الموجودة فقط في مخيلته محاولا التقريب الثقافي
او الاجتماعي و السياسي بين شعبي الاحوازي و الفارسي فهو ليس فقط لا ينجح
بهذا بل يسقط بالحضيض و يصبح مشاركا بجريمة الاحتلال و اطالة عمرها بما
تحتوي هذه العملية من قتل و تشريد و اعدامات و مجازر و سياسات تطهيرعرقي
عنصرية تنفذها الطغمة الحاكمة و تبارك لها المعارضة الفارسية بكل أطيافها
السياسية و الثقافية و الإجتماعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق