أقلعت، أمس، أول رحلة جوية بين القاهرة وطهران، هذه أول رحلة جوية بين البلدين منذ 34 عاما، لذا فهي تحمل بعدا رمزيا أكبر من أي بعد اقتصادي أو سياحي، هل يعنينا هذا الخبر كخليجيين كانت مصر سندا دائما لهم في مواجهة الأطماع الإيرانية؟، يفترض أن تكون الإجابة بـ(لا)؛ لأن أغلب الدول الخليجية لديها رحلات جوية من وإلى طهران، بل إن بعض دول مجلس التعاون لديها علاقات اقتصادية واسعة ومتشعبة مع إيران، ولكن الهاجس الذي يصعب تجاوزه هو أن مصر الجديدة التي يقودها الإخوان المسلمون قد تذهب إلى أبعد من ذلك، فتجد في إيران حليفا جاهزا، وهنا سوف نجد أنفسنا بين فكي الكماشة.
يزدحم التاريخ بمآثر و بطولات الجيوش العربية منذ الفتح الاسلامي حتى
يومنا هذا ولكن وجب علينا ان نذكر نقطة مهمة قد تكون غابت عن ذهن القارئ
الكريم .
في
بداية القرن التاسع عشر و خصوصاً في منطقة الخليج العربي ، لم يكن هنالك
جيش بمعنى الكلمة في المنطقة ، و كان اول جيش نظامي تأسس هو جيش امارة
المحمرة و كان بقيادة وزير الدفاع الأحوازي انذاك ( قاسم العلي ) .
ولكن
من سخرية القدر ان اول دولة تستقل و تشكل جيش نظامي في المنطقة تكون هي
الدولة الوحيدة التي تختفي من الخارطة بطريقة عجيبة غريبة تجعلنا نتسائل ما
الذي حدث لذلك الجيش ؟ و اين هم العرب الذي لطالما حماهم و ساعدهم المرحوم
الشيخ خزعل ؟