السياسة الفارسية أكثر من السابق حيال العرب و المسلمين بمعناها السلبي و
العدائي، حيث أعلنت إيران و من خلال قنواتها الرسمية عن المساعدات التي
قدمتها للقوات الأمريكية ضد أفغانستان الجارة المسلمة. و لم تقف السياسة الفارسية
عند هذا الحد و إنما كانت مشاركتها في احتلال العراق و إثارتها للحرب
الطائفية بين شعبه أكثر عدوانية و أكثر وقاحة من تلك المساعدات التي قدمتها
لأمريكا ضد أفغانستان. بعد
أن تخلصت إيران من الجارتين أفغانستان و العراق و تمددت داخلهما، اتجه
النشاط الإيراني داخل الدول العربية على حساب السيادة و الأمن القومي و
تدخلت في التفاصيل اليومية لحياة المواطن العربي.أصبحت
القضية الفلسطينية أكثر ارتهانا من السابق عند إيران و أصبحت بعض الحركات
الفلسطينية تتحرك بأوامر إيرانية حيث افتقدت القضية الفلسطينية بعض قدسيتها
عند المسلمين و أصبحت ورقة رابحة بيد الفرس يلوحون بها متى ما شاءوا. أما
لبنان فباتت ساحة خصبة للمشروع الفارسي بفعل عناصر حزب) الله ( و حركة أمل.
وانتقل حلفاء إيران من موقع المعارضة إلى موقع الحاكم الفعلي للبنان و هذا
يعد انتصارا آخر لصالح المحور الإيراني. وبدون الدخول في تفاصيل العبث
الإيراني في الشأن اليمني و الكويتي و المغربي، حيث بات عبثها يتصدر أخبار
القنوات و الجرائد اليومية. كل هذه الأحداث تعكس مدى الاكتساح الإيراني
للساحة العربية و تغلغله فيها و مدى تأثيره على الكثير من القرارات و
الأفعال السياسية.إلى
أن جاءت أحداث الربيع العربي فحاولت الدولة الفارسية أن تركب الموجة و
تمتطي الثورات العربية لصالح مشروعها. و سعت جاهدة أن توهم الشارع العربي
بأنها داعمة و مساندة لثوراته من خلال بعض تصريحاتها الهزيلة. لم تكتف
إيران بهذا القدر من العهر السياسي و إنما أوعزت لعملائها في البحرين
لأثارة الشغب و الاضطرابات و زعزعة الأمن و الاستقرار. فرفع صور خامنئي رأس
الهرم في السلطة السياسية الإيرانية خلال الاضطرابات في البحرين خير دليل
على وجود مشروع إيراني خبيث يستهدف البحرين. ورغم هذا جندت إيران جميع
قنواتها الإعلامية و توابعها في الوطن العربي لإيهام العالم بوجود ثورة في
البحرين على غرار تونس و مصر. كل هذه التصرفات السياسية تحدث على مرأى و
مسمع الأنظمة و لا تحتاج إلى مجهر سياسي أو استخباراتي لكشفها. هذه
الأحداث و الوقائع تدلل على نجاح المشروع الفارسي المجوسي المبني على
الطائفية في الوطن العربي و تبرهن على الضعف و الوهن اللذين وصلت اليهما
الدول العربية. حيث انحصر دور الدول العربية شيئا فشيئا و أصبحت غالبيتها
عاجزة عن صيانة أمنها داخل حدودها السياسية. مع
كل هذه التجاوزات للدولة الفارسية و تماديها بحق الدول العربية، مازال نفر
غير قليل من العرب يدافع عن إيران و أفعالها المشينة و ينعتها بالمقاومة و
الممانعة.إلى
أن اشتعلت الثورة السورية فأصبحت نقطة مفصلية في تاريخ المنطقة. أعلنت
إيران الدولة الفارسية و صاحبة الفكر الصفوي عن دعمها لمافيا الأسد ضد
الشعب السوري و نفذت بالأفعال قبل الأقوال هذه السياسة العدوانية تجاه
الشعب العربي السوري. و أمدت المافيا الأسدية بالسلاح و العتاد و دعمتها
اقتصاديا و لوجستيا و سندتها سياسيا و إعلاميا. أما
الأنظمة العربية لم ترتق إلى أدنى مستويات المسؤولية تجاه الشعب السوري و
الثورة السورية. و كانت مواقفها و قراراتها تنم عن ضعف و تردد دائما. و في
غالب الأحيان تأتي متأخرة في اتخاذ قراراتها و من بعد الدول الغربية و
تركيا. هذا
واقع تعيشه الأمة العربية، حيث يمكن للإنسان المراقب أن يرى و بعين مجردة
أن الشعار الذي أطلقته إسرائيل من النيل إلى الفرات حققته إيران حتى و إن
لم تلتزم به فزادت عليه بعض الشيء من الجرائم و الانتهاكات و تمددت أكثر من
الحلم الصهيوني. و لكنْ هناك سؤال يُطرح، متى تملك الأنظمة العربية إرادة
سياسية كي تتخذ قرارات بمستوى دعم الثورة السورية عسكريا و دعم القضية
الأحوازية و تقليم أطراف إيران في الوطن العربي حفاظا لأمنها القومي و
مصالحها السياسية؟
المقالات و الأخبار و الإعلانات المنشورة المنسوبة لأصحابها لا تمثل وجهة نظر الجبهة الدیمقراطیة الشعبیة الأحوازیة او المرکز الإعلامی للثورة الأحوازیة بل نشرها یأتی لإفساح المجال لأبناء شعبنا العربی الأحوازی لیعبروا عن آرائهم ویوصلوا بصوتهم للرای العام . ابوحـمـزة الأحـوازي
بحث في هذا الموقع ابــو حـــــمــزه الأحـــــــــــوازي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق