تاريخي, تصنعني "كنت واقفة جنب العمود الحديدي الاصفر و اشاهد كيف الفرس
يعتنقون اطفالهم خشية من تقربي لهم, الطفلة العربية, انا, احواز.اطفالهم
يركبون الارجوحات و يضحكون فرحين و يركضون مابين العاب الحديقة, متجنبين
البقعة الواقفة عليها ونظراتي. ارفع يدي كي اتكئ علي العمود, تلقائيا يتحرك
معي الجميع, بعضهم يرتعشون و بعضهم يرجعون قدما الي الورا, خائفين من ما
هو مكنون في من غضب, متاهبين للهروب. يعلمون ان هناك خطب ما, فيهم. ماذا
يفعلون هنا؟ و لماذا يعاملونني هكذا؟ اليس عجيب ان يشعروا بكل هذا الارتياح
علي ارضي و في بيتي و انا الغريبة الوحيدة بينهم؟ اشعر بالقشعريرة و
الاشمئزاز منهم, شعور يخالجني في كل مرة أري احدهم...و يمتد الشعور السيئ
من الصباح الي المساء, لانهم اللاعبون علي الارجوحات دوما, و انا المشاهدة,
و ارجوحتي تحتضن الغرباء كرها و اشمئزازا, واراها تبكي تحت المطر و هي
تنظر الي و تعلم بحسرتي لركوب الارجوحات في بلادي.اوجه
نظري الي ما هو تحت اقدامي. تراب ارضنا الطاهر. انحني و اخذ بحفنة منه.
يتساقط من بين اصابعي, كالماء يجري, متوجها نحو احضان ارضي بوفاء. ارفع
يدي و اقذف ماتبقي فيها من تراب علي الفرس و اطفالهم و اصرخ في وجوههم بكل
قوة و اتابع قذفهم بالتراب و الحجار و انهم يهربون, هم و بذورهم الشيطانية,
هم و اطفالهم, يركضون لينجوا بحياتهم من غضبي. انا سابداء الثورة, من هنا,
و تراب ارضي, سلاحي الوحيد . املي الحرية و طريقي معلوم و ساثور و سأثر
لقومي, لنسائي, لاطفالي و لشهدائي...
انا بنت العروبة
علي الثورات
لست بغريبة...لست بغريبة..."
و
الان, يسبح وجهي بالنسمات الباردة, حين تنزل الارجوحة الي الاسفل و تسرع
صعودا الي الاعلي, الي الامام. و ترجع من جديد الي الوراْ نزولا و من ثم
صعودا, وترجع النسمات من خلفي, يتلاعبن بشعري بعفوية و شعري يغطي بوجهي,
يمازحني, يدغدغني علي وجنتي المحمرة. ارجع بذكرياتي الي السنين الماضية, و
احداهن جديرة بالاحتفاظ, انها موجودة, جزء من تاريخي, تصنعني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق