الشباب الأحوازي اليوم يقود بلاجدال ثورة شعبية عارمة أخذت أخبارها تتسرب للخارج بكل حدة وتفصيل رغم سياسة التعتيم القاتلة والحجر الإعلامية المرعبة ورغم كل وسائل الدجل والتطبيل والإرهاب الإيرانية , فسلاح الإعدام ضد الخصوم قد أسفر بكل حقارة عن وجهه القبيح معلنا تحدي العالم الحر بأسره والوقوف بوجه الإرادة الدولية والإنسانية الحرة الرافضة لمنهج وأسلوب النظام الإيراني القمعي , كما أن دائرة الحصار الإقليمي والدولي على النظام الإيراني قد باتت تضيق تدريجيا مع الفشل في الوصول الى نهايات مريحة لأزمة الملف النووي الإيراني, وتعقد أوضاع نظام الجريمة السوري الحليف الإقليمي الوحيد للنظام الإيراني, والسائر في طريق الاضمحلال الحتمي, وبما يعني النهاية الحقيقية للسطوة الإيرانية والنفوذ الصفوي الحاقد في الشرق القديم مما سيعجل في النهاية بتفعيل إرادة الشعوب المضطهدة في إيران لتقريب ساعة الخلاص ووضع سطور النهاية لأبشع احتلال عنصري غادر عاشته المنطقة.
الشعب الأحوازي يتصدر اليوم واجهة المشهد الكفاحي رغم صعوبة الطريق ووعورته وقلة الناصر والمعين وانكفاء دول المنطقة وهي المتضررة الحقيقية من المشاريع العدوانية الإيرانية عن الوقوف الصريح والمباشر معه.
والأحوازيون الأحرار الذين حافظوا على هويتهم العربية المستقلة وعضوا بالنواجذ على عروبتهم وحفظوا معدنهم العربي النقي من الانصهار في المحرقة الإيرانية العنصرية لهم القدرة الذاتية الكاملة على إدامة زخم النضال وقيادة العمل الوطني والاستقلالي والتحرري نحو نهاياته الطبيعية أسوة بكل الشعوب الحرة والرافضة للضيم والساعية للحرية والإنعتاق. والنظام الإيراني يعلم علم اليقين بأن السيف لن ينتصر على الدماء المجاهدة الحرة, ولكنه يحاول التواري خلف سياسة الإرهاب والقمع رغم أن الله قد فضحه أمام العالمين, وأثبت جريمته ودجله الصريح , ويبدو أن رقاب الشباب الأحوازي المجاهد تأبى إلا ن تكون القربان المباشر لنيل وسام الحرية والتحرر , وأفواج الشهداء الأحوازيين لن تتوقف حتى تحقيق الهدف المقدس وهو انتزاع الحرية الأحوازية من عيون الغاصبين والقتلة وتصحيح التاريخ المشوه الذي تسبب به الاستعمار البريطاني وسياسة الجهل والتلكؤ , وقد حانت الفرصة التاريخية السانحة اليوم, وهي فرصة لن تتكرر ليلتقط الأحوازيون الأحرار زمام المبادرة ويباشروا في تنفيذ البرنامج النضالي الإستقلالي الذي لن يعرف التراجع ولا النكوص , فالتحدي على قدر الإستجابة والتي هي في المحصلة لن تكون أقل من الاستقلال الكامل والشامل, والمطالبة بالتعويض عن سنوات النهب والاحتلال, ومحاولات سحق الهوية القومية والحضارية. قد يعدم النظام الإيراني آلافا مؤلفة جديدة من الشباب العربي الأحوازي , ولكن مع كل قطرة دم تسيل ومع روح كل شهيد حرة تتعالى صيحات الثأر من الجلادين والقتلة , فأرواح الشهداء الأحوازيين تظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم , وروح المقاومة والتحدي لن تطفئها أبدا نيران الحقد لدهاقنة نظام القمع والجريمة والدجل , فالشباب الأحوازي يمتلك عقيدة تحررية متمسكة بثوابت الدين الحنيف ومعبرة عن أصالة الأجداد وتمسك الأحفاد, وبما سيجعل رؤوس نظام القتلة والمجرمين تدور من الخيبة والخسران.
إصرار النظام الإيراني على ممارسة حفلات الإعدام الجماعي ضد جماهير وشباب الأحواز الحرة إيذان صريح بتهاوي الاحتلال وبقرب ساعة الخلاص , فالباطل والظلم جولة وللحق صولة , وسيعلم دهاقنة الحقد العنصري المريض أي منقلب سينقلبون والعاقبة والمستقبل والحرية لشباب الأحواز الاحرار الذين يصنعون اليوم ملاحم نضالية شامخة في الحرية والكرامة والشهادة...وسينصر الله من ينصره.
* كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق