دائما غزة تدفع ثمن رجولتها وصمودها وبطولتها , فمرة تدفع ثمن كونها الشرارة الاولى
, والخلية الاولى , والبندقية الاولى , ومرة تدفع ثمن وفقة رجالها من فجروا الثورة وأشعلوا البركان وحملوا على اكتافهم مشروعنا الوطني , ومرة تدفع ثمن رفضها الخنوع والاذلال ومشاريع التوطين وثمن دفاعها عن عزة الوطن وكرامة أهلة , ومرات تدفع ثمن مقارعة الاحتلال بالبندقية والحجر و ادوات وأشكال النضال المختلة , فتمتلىء الشوارع بالمناضلين , وتمتلىء السجون بالصامدين والمشافي بالجرحى والقبور بالشهداء , تدفع ثمن تفجيرها الانتفاضة كما دفعت ثمن اطلاق رجالها الشرارة الاولى, فكانت دوما شوكة فى حلق المحتل , عصية عن الانكسار والانهزام .
عبر التاريخ مر على غزة كثير من الغزاة , حملوا أذيال الهزيمة ورحلوا مكسورين منهزمين , فهذة الغزة العصية على الغرباء لاترضى ذلا او هوان , فهى لم ترضع الا من حليب الكرامة والعزة والرجولة , وقد دفعت لذلك قرابين من خيرة شبابها فى مجازر سواء فى خانيونيس أو رفح أو جباليا أبوبيت لاهيا وبيت حانون والقرارة وفي غزة نفسها , لكن ذلك ورغم استمرار نزيفها اليومي لم يكسر او يثني غزة على أن تكون مدرسة الثورة والنضال الاولى وشعلة الثورة الموقدة دوما.